من الطالبي كتم الغرام صبابة ... وأحسن بمكتوم الغرام مصونه
كتمت الهوى في عشقه متفلسفاً ... فأصبح عشقي قائلاً بكمونه
وعاينت في خدَّيه خطّ عذاره ... فأقسمت في صحف الجمال بنونه
يحن لي قلبي فلله من رأى ... حمًى يتبع الغادين رجع حنينه
هو الحبُّ يحلو فيه للمرء دمعه ... ويطربه في الليل صوت أنينه
برغميَ طرف غاب عنه عزيزه ... فعوضه ماء البكا بمهينه
روى عن معين الدمع طرفيَ فاسمعوا ... حديث جوى قلبي عن ابن معينه
وإني جلدٌ في ممارسة الهوى ... مدلٌّ بمهديِّ الولاء أمينه
يقوم بنصري في الصبابة عون من ... أقام ابن أيوبٍ عماداً لدينه
مليكٌ تولَّى الفضل بعد ضياعه ... وهذَّب هذا الدهر بعد خبونه
ومدَّ يميناً يعذر البحر والحيا ... إذا حلفا يوم الندى بيمينه
أخو صدقاتٍ تقدر المدح قدره ... فما يشتري في المدح غير ثمينه
إذا جلب الناس الثناء لبابه ... فما جلبوا إلاَّ لباب زبونه
وما ذاك شحًّا بالثناء وإنَّما ... سجية فياض الغمام هتونه
شجٍ بالعلى والعلم والبأس والندى ... فلله ما أحلى حديث شجونه
له منزل تهوي المقاصد نحوه ... هويَّ حمام الأيك نحو وكونه
تدفق طوفان الندى بجنابه ... فأمست مطايا الوفد مثل سفينه
إذا طلب الملك المؤيد معسرٌ ... رأى بشره في وجهه كضمينه
عجبت لبشر ضامن الوجه إذا غدا ... يطالبه عافي الندى بديونه
وأروع يهتزّ الزمان لأمره ... وما الطود أرسى جانباً من سكونه
إذا حاول الفعل الجليل وجدته ... بلا قده في المعضلات وسينه
عزيمة من لا يصعب الجد في العلى ... عليه كأنَّ الجد بعض مجونه
كثير السرى ما بين مشتجر القنا ... فيالك ليثاً سائراً في عرينه
يلاقي العدى يوم الوغى متبسِّماً ... كأنَّك قد لاقيته بخدينه
وتلهيه في الهيجاء رنَّة قوسهِ ... إذا وترٌ ألهى امرأً برنينه
ولو شاء أغناه عن الجيش ذكره ... ورُبَّ حسامٍ هازم بطنينه