قسماً بمن أعلى وأعلن مجده ... وأفاض أنعمه بكلِّ مكان
ما حاد عني الفقر حتى صحت في ... مدحي أنا بالله والسلطان
فوجدت للنعماء ملء مآربي ... ووجدت للأوصاف ملء لساني
ومدحت من نشرت مدائح مجده ... ذكري فلو لم يعطني لكفاني
ملكاً أبرّ على الأولى متأخراً ... عنهم كبسم الله في العنوان
تعب الأنامل لا يغبّ نواله ... إنَّ العلى والمجد للتعبان
أعطى وقد منع الغمام وأرشدت ... آراؤه والنجم كالحيران
واعتادت الهيجاء منه غضنفراً ... سار من اليزنيَّ في خفَّان
تتألف العقبان فوق رماحِه ... إلفَ الحمام على غصون البان
ويصحّ علم الكيمياء وسيفه ... فترى اللجين يعود كالعقيان
ويقول فيض فعاله ومقاله ... مرج النهى بحرين يلتقيان
يا مشتري سلع الثناء بماله ... هنئت مرتبة على كيوان
صانت يداك عن الأنام وسائلي ... وثني حماك عن البلاد عناني
فمحوت إلاَّ من ثناك خواطري ... ونفضت إلاَّ من نداك بناني
وتركت مدح العالمين وذمّهم ... وشغلت عن هذا الندى في شاني
وأقمت متصل الرجاء بواحدٍ ... لم يختلف في الفضل منه اثنان
متسلسل الكلمات في أوصافه ... متقيداً بصنائع الإحسان
لا يعدم الدهر الأخير بدائعاً ... تنهال بين سماحةٍ وبيان
أكتال بالمكيال فضل هباته ... وأبيحه الأمداح بالأوزان
وقال فيه أيضاً
الطويل
ألا من لمسلوب الفؤاد رهينه ... معنى بمحجوب الوداد ضنينه
أخو شجنٍ يرعى النجوم كأنما ... تعلق أعلى هدبه بجبينه
تجلده شكّ إذ لام لائمٌ ... ولكن فرط الوجد عقد يقينه
وفي قلبه داءٌ دفين من الأسى ... فلا غروَ أن يبكي لأجل دفينه
وظبي له في أسرة الترك نسبة ... وفي الهند معنى من مضاء جفونه