واسعد بمن حاطت الإسلام همته ... حتَّى تغاير فيها العلم والعلَم
نعم الملاذ لمن أوْدَتْ به سنة ... شهباء آثارها في عينه حُمَمُ
لو أنَّ للدّهر جزأً من محاسنهِ ... لم يبق في الدهر لا ظلم ولا ظلم
قالت أياديه للقصّاد عن كثبٍ ... ما أقرب المجد إلا أنها همَمُ
مما أناف به للمجد إنَّ له ... عُرفاً يرى فرص الإحسان تغتنم
والمجد لا تنثني يوماً معالمه ... إلا إذا راح مبنى المال ينهدمُ
وللسيادة معنًى ليس يدركه ... من طالب الذكر إلا باحثٌ فهِمُ
فليت كل بخيل ينثني بطراً ... فداء نعل فتى أودى به الكرم
تستشرف الأرض ما حلّت مواطنه ... كأنما الوهد في آثاره أكم
لمعشرٍ هم لمن ولاهمُ نعمٌ ... هنيئة ولمن عاداهمُ نقمُ
تفرق المجد في الأحياء من قدمٍ ... والمجد في تغلب العلياء ملتئم
الطاعنين وحرّ الحرب ملتهب ... والمطعمين وحرّ الجدب ملتهم
والشائدين على كيوانَ بيت عُلاً ... تسعى النجوم بمغناه وتسْتَلم
من كلّ أروع سامٍ طرف سؤدده ... أغرّ قد ناولته الراية البهمُ
مضوا وأحمد زاهي المجد مقتبل ... كالروض أقبل لما ولّت الدّيم
يا مانحي منناً من بعدها مننٌ ... ما شأنها منك لا عيٌّ ولا سأمُ
ومظهراً ليَ في دهر يمجمج بي ... كأنما أنا حرفٌ فيه مدّغمُ
شكراً لفضلك ما غنّت مطوّقة ... وما تتاوح غبّ الوابل السّلم
لله برّك ما أحلى تكتّمه ... في الخلق لو كانَ عُرفُ المسك يكتتم
وافى وقد حذّر الحسّاد من حنقٍ ... أن يبصروه فلما أبصروه عموا
وطالما كنت والأيام في رهجٍ ... فاليوم ألقيَ فيما بيننا السّلم
وفتية أنت أحظى من رجايَ بها ... يفنى الثراء وتبقى هذه الكلم
يا باغيَ المجد لا والله ما بلغت ... معشار سعيك هذي العرب والعجم
وحسّدٍ خفقت أحشاؤهم حنقاً ... كأنها بيد الأحزان تلطمُ
أستهكم بثناء فيك غاظهمُ ... غيظ البزاذين لما عضت اللجم
أهواك للشيم اللاتي خصصت بها ... إذا تخيرت الأفعال والشيم