بقيتَ مدى الأيام تخدم بالهنا ... وكل صناع اللفظ صائبة الرمي

يشيب وليد الشعر دون مرامها ... ويرتدّ عن إدراكها فكر مُسْلم

تقدم حسن المدح حسن مكارم ... لديك وكان الفضل للمتقدّم

وقال أيضاً

البسيط

قاضي القضاة بيمنى حكمه القلم ... يا ساريَ القصد هذا الباب والعلم

هذا اليراع الذي تجني الفخار به ... يدُ الإمام التي معروفها أمَمُ

إن آلم الحكم فقد الذاهبين فقد ... وافى الهناء فزال اللبس والألمُ

ولىّ عليّ ووافى بعد مشبهه ... كالسّيل أقبل لما ولّت الدّيم

لا يبعد الله أيام العلاء فما ... يقضي حقوق ثناها في الأنام فمُ

ويمنع الله بالراقي لرتبته ... فقد تشابهت الأخلاق والشّيمُ

معْيي المماثل في علمٍ وفيض ندًى ... فالسحب باكية والبحر ملتطمُ

وكاتم الصدقات الغرّ تكرمةً ... للمرء لو كانَ عرف المسك يكتتم

وافى الشآم وما خلنا الغمام إذاً ... بالشام ينشأ من مصرٍ وينسجم

آهاً لمصرٍ وقد شابت لفرقته ... فليس ينكر أن يعزى لها هرم

تقاسمت بعد رؤياه الأسى ودرت ... أن البلاد لها مثل الورَى قِسم

وأوحش الثغر من مرأى محاسنه ... فما يكاد بوجه الدهر يبتسم

ينشي وينشد فيه الثغر من أسفٍ ... بيتاً تكاد له الأحشاء تضطرم

يا من يعزّ علينا أن نفارقهم ... وجْداننا كل شيء بعدكم عدم

يزهو الشآم بمن فارقت طلعته ... وا حرّ قلباه ممن قلبه شبم

نعم الهدى ونجوم الليل حائرة ... والمجتدى وزمان المحل محتدم

أقسمت بالمرسلات السمر في يده ... لقد تهيّب منها الأبيض الخدِم

وقائل أسرت مسراه قلت له ... نعم المنام الذي أبصرتَ والحلم

لو لم تنم لم تحاول في العلى طرقاً ... زلّت بنجم الثريَّا دونها القَدَم

كل الفصول ربيعٌ في منازله ... وكل أشهرنا في بابه حرُمُ

يا واثق الظن في علياه عش أبداً ... وأنت معتضدٌ بالسعد معتصم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015