ورُمْهُ إن طاشت الأيام أو بخلت ... فالحلم والجود في ناديه مقتسم
هنالك الطود إلا أنه رجل ... في كفِّه البحر إلا أنه كرم
حبر طباق المعالي فيه متضحٌ ... فالمال مفترق والمجد ملتئم
وللجناس نصيب من مناقبِه ... فالفضل والفصل والأحكام والحكم
ما يرفع الظن طرفاً في مكارمه ... إلا وعزم الرجا بالنجح منجزم
لبشره وارتياح المكرمات به ... مقدّمات عليها تنتج النعم
قالت مناقبه العليا وما أفكت ... هذا التقّي النقّي الطاهر العَلم
أهلاً بمحتكم الآراء فاصلها ... والقاصدون على جدواه تحتكم
كانَ الزمان لنا حرباً نخادعه ... فاليوم أُلقيَ فيما بيننا السلم
وكان مغنى العلى عطلاً فقام به ... ركنٌ تطوف به العليا وتستلم
يا حاكماً ما رصدنا نجم مقدمه ... إلا انجلت عن ليالي قصدنا الظلم
حدوتَ لي أملاً من بعد ما عرفت ... نفسي عن الناس إن ضنوا وإن كرموا
وكان منطقيَ العربيّ ممتنعاً ... عن الأنام فلا عرب ولا عجم
مالي وللشعر في حيٍّ وفي زمنٍ ... سيَّان فيه حسام الهند والجلم
حتَّى إذا أشرقت علياك عاطية ... رأيت عقد القوافي كيف ينتظم
هدمتَ بيت الغنى مما تجود به ... فاهنأ بأبيات مدحٍ ليس تنهدم
ما بعد علياك يحيي واصفٌ كَلِماً ... وليت لو وسعت أوصافك الكلم
لا عطّلت منك دنيانا ولا فقدت ... نسيم أنفاسك الأرواح والنسم
وقال في قاضي القضاة ابن العديم
السريع
صيرني في كلِّ وادٍ أهيم ... من حظّ قلبي منه هاءٌ وميم
مبخل يشبه ريم الفلا ... وأطول شجوي من بخيل كريم
لم أنس في حبه كم ليلةٍ ... خلّفني أرعى دجاها البهيم
نظرت في أنجمها نظرةً ... فقال لي جسميَ أني سقيم
شوقاً لمن لست على حبّه ... بصالح لكنّ قلبي كليم
بدر على غصنٍ جديد الحيا ... فخلّ عرجون الهلال القديم