وهيج شوقي في الدجى صوت طائر ... فقل في فصيح شاقه شوق أعجمي
ورُبَّ عذول لست أفهم قولهُ ... وإن كنت عين السامع المتفهّم
فإن شاء فليسكت وإن شاء فليقم ... إلى حيث ألقت رحلها أمّ قشعم
مطيل يرجي أن تحلّ عقودنا ... فيا عجباً من ناقض الحبل مبرَم
ويا حرباً مما غدوت بلحظه ... قتيل الأسى ما بين نصل ولهذم
شهيداً ترى لي فوق وجنته دماً ... روائحه للمسك واللون للدم
روائح يعبقن الملا فكأنها ... لذكر علاء الدين في الطيب ينتمي
رئيس حوى فضل المكارم شخصه ... كما حوت الألفاظ أحرفَ يعجم
روى الشعر أخبار الندى عن بنانه ... ونص أحاديث التقى كل مسلم
وصحّت أسانيد السيادة والنهى ... عن الأذن عن عين البصير عن الفم
لئن حاط مصراً والشآم برأيه ... لقد حاط أوطان الحطيم وزمزم
كأنَّ فجاج الأرض مما تنوّرت ... بأوصافه الحسنى منازل أنجم
له راحةٌ صلى الحيا خلف جودها ... وأذعن فانظر للمصلّي المسلّم
عجبت لها في الجود تظلم ما لها ... وتلك أمان الخائف المتظلّم
إذا خطّ فوق الطرس سهم يراعه ... طربت لتخطيط الرداء المسهَّم
فأحسن بذاك الطرس في كلِّ ناظر ... وأعصم بذيَّاك اليراع وأكرم
عدا السمر أن تحكي سطاه وبأسَه ... فهنَّ متى ما يقرع السنّ تندم
ووفّر سعي البيض في حومة الوغى ... فنام إذاً في جفنه كلّ مخدَم
لك الله ما أزكى وأشرف همةً ... وأفصح رأياً في الزمان المجمجم
جمعت الندى والزهد والبأس والحجى ... فجدْ وتورّع وامنع الضيم واحلم
وجزت بميدان العبادة غايةً ... تذكرنا يوم السباق ابنَ أدهم
ولما شكونا من جمادى زماننا ... فضلت على نوء الربيع المحرّم
وأنت الذي لو ملَّك البدر كفّه ... لأنفقتَه في القاصدين كدرهم
إلى بابك الأعلى قصائد مادحٍ ... تتيه على وشي الربيع المنمنم
ضربت إليك الرمل سعياً وربما ... ضربنا عليك الرّمل عند المنجّم
وكنت إذا عين الزمان توسمت ... وجدتك أقصى ناظر المتوسم