لئن أوحشتها منك ربوة سؤدد ... لقد أوحشتها من نداك المقاسم
فوافيتها والعيش مقتبل الهنا ... وعزمك مبرور وسرحك سالم
تشير لرؤياك الغصون بأنملٍ ... وتفترّ من عجبٍ عليها الكمائم
وتهتزّ أعواد المنابر فرحةً ... فهل رجعتْ للعهد وهي نواعم
وما هي إلا غابُ مجدٍ توطنت ... مساكنه أشبالكم والضراغم
وعظتم وقد أحصيتمُ درجاتها ... كما صدحت فوق الغصون الحمائم
إليك جلال الدين أصبحت العلى ... وسلَّم أعراب الورَى والأعاجم
إذا ريم خير أو تعرّض حادث ... روى نافع عن شيمتيك وعاصم
سبقت إلى الفضل السراة فما لهم ... من الجهد إلا أن تعضّ الأباهم
وجُدتَ على داني الديار ونازح ... كأن المداني للبعيد مساهم
فما فات رزق من تنبه للسرى ... ومن يتمنى رزقه وهو نائم
لك القلم الراقي سحائب أنمل ... تريك رياض الخطّ وهي بواسم
إذا هزّ في يوم الخطوب فعامل ... وإن هزَّ في يوم الخطاب فعالم
علوتَ إلى أن جئتَ بالشهب منطقاً ... يضيءُ به سارٍ وينهلّ شائم
وسكّنت من جور الزمان محرّكاً ... لأنك بالأفعال في الفضل جازم
ونفّقت قولي وهو في الدهر كاسدٌ ... وحققت ظني وهو في الخلق واهم
ونبهت من قدري الذي طال واعتلى ... وأقدار قوم في التراب رمائم
وكم مدحة لي فيك عاجلها الغِنى ... كما نثرت فوق العروس الدّراهم
قطعت بها أيدي وأرجل حاسدٍ ... كما تتلوّى في الصعيد الأراقم
من اللاء تسري في دجى من مدادها ... وتجلى كما تجلى النجوم العواتم
فخذها صناع اللفظ من متأخرٍ ... مضى زمن عن مثلها متقادم
مشوّقة الميمات يحسن رشفها ... فيحلف إلا أنهنَّ مباسم
علينا اجتهاد القول فيك وما على ... أخي الجهد أن تقضى الحقوق اللوازم
لئن كلفتْ علياك فكرة مادحٍ ... وفاء معانيها لحسنك ظالم
وقال ولم ينشد
الطويل
بكيت بأجفان المحبّ المتيم ... فدع ما بكت قبلاً جفون متمم