ويدعو إليه المعتفين ثناؤهُ ... كما يستدلّ الطالب الرّوض بالشمّ

له قلم مدّ البيان عنانه ... وجال فقلنا فارس النثر والنظم

تعوّد أن ينشي فتنتج نشوة ... إلى أن ظنناه قضيباً من الكرم

وفوّق منه الشرع سهم إصابة ... فلا غَرْوَ إن أضحى به وافر السهم

إذا لاح بين الرفع والخفض شكله ... رأيت القضايا كيف تنفذ بالجزم

إليك ثناها الفضل من كلّ وجهةٍ ... وسار ثنا علياك في العرْب والعجم

لئن ظنّ ساعٍ أن ينالك في العلى ... لقد حقّ عندي ذلك الظنّ بالرّجم

أيا ابن السراة المالئين فجاجها ... ردًى وندًى يوم الكريهة والسّلم

دعوتك لا أدلي إليك بشافعٍ ... ولا سببٍ إلا بسؤددك الضخم

وخفت على قصدي سواك من الورَى ... فألفيته من جود كفك في اليمّ

وإني وذكري ما حويت من الثنا ... كمن رام تعداد القطار التي تهمي

وماذا يقول اللفظ في النجم واصفاً ... وحسبك أن الله أقسم بالنجم

وقال يهنئ بالقدوم من الحج

الطويل

ليهن بنو الآمال أنك قادم ... لك السعد والإقبال عبدٌ وخادم

أرى العمر إلا يوم قربك باطلاً ... كأنيَ بين الناس بعدك حالم

ويظمأ طرفي للقا وهو مدامعٌ ... فيا لك ظامٍ وهو في الماء عائم

سقى الغيث عيساً للحجاز ركبتها ... كما ركبت ظهر الرياح الغمائم

وحملتها عبء العلوم فمن رأى ... قواعد شرع حملتها قوائم

ولما حللتَ البيتَ كاد مقامُه ... للقياك يسعى فهو للسعي قائم

وأذكرته في الوفد وفد قديمه ... لأنك للأموال في الجود هاشم

يطوف بك المعترّ بعد طوافه ... ويلثم بعد الركن كفك لاثم

إلى أن ملأت الحجر بالبيت والورى ... لهذا كراماتٌ وهذا مكارم

وعدتَ إلى أوطان يثرب غانماً ... وفي كلّ أرضٍ من نداك مغانم

فعاد إلى علم المدينة مالكٌ ... وعاد إلى جود البداوة حاتمُ

وكادت تبارينا دمشق بشجوها ... إليك وقد تشجى الرّبى والمعالم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015