وقال قاضوية نجمية في ابن خضر
الطويل
فديت محيًّا في مسائله ينمي ... فخدّ إلى بدرٍ ولحظ إلى سهم
ولله قلب في الصبابة والجوى ... أضلته أحداق الحسان على علم
وقفت على مغنى الأحبة نادباً ... لما أبلت الأيام منه ومن جسمي
وقدّم دمعي قصة في رسومه ... فوقّع فيها الوجد يجري على الرسم
فيا لك دمعاً من وليّ صبابة ... سقى الأرض حتَّى ما تحنّ إلى الوسم
يقولون حاذر سقم جسمك في الهوى ... ومن لي بجسم تلتقيه يد السقم
عشقت على خدّيك حرف عذارها ... فلم يبق ذاك الحرف مني سوى الاسم
إذا فتن الألباب حسنك ساذجاً ... فما حاجة الخدّ البديع إلى الرّقم
ألم يكفك اللحظ الذي صال وانتشى ... فلم يخل في الحالين من صفة الإثم
ومبتسم فيه اللآلي يتيمة ... وليس على أسلاكه ذلة اليتم
يصدّ بلا ذنب عن الصبّ ظلمه ... لقد صحّ عندي أنه بادر الظلم
سقى المطر الغادي صبايَ وصبوتي ... فما كنت إلا في ليالٍ وفي حلم
وحيى دياراً بالنقا ومرابعاً ... بنيت بها هيف القدود على الضم
زمان على حكمي تولت هباته ... ولكنها ولت فزالت على رغمي
وأمّلت من إنعام أحمد مسلياً ... فناجيت وجه النجح من صحة الوهم
وراح رجائي يضرب الفأل موقناً ... وقامت قوافي الشعر تنظر في النجم
إذا لم تجد قاضي القضاة ظماءها ... فأيّ امرئٍ يروي بنائله الجمّ
إمام علي عن غاية المدح مجده ... إلى أن حسبنا المدح فيه من الذمّ
فلم يكفه أن أذهب الفقر بالندى ... عن الناس حتَّى أذهب الجهل بالعلم
ترى الوفد والسادات من حول شخصه ... كما تشخص الأبصار للقمر التم
تقبل أطراف البساط ثغورهم ... ويقصر ثغر الشهب عن طرف الكم
عجبت لمن يردي بهيبته العدَى ... ويسطو سطاه كيف يوصف بالحلم
ومن يهمل الجاني ويحلم حلمه ... على كلّ جانٍ كيف يوصف بالعزم
يدلّ لديه المخطئون بجرمهم ... لما أظهروا من شيمة العفو بالجرم