وقد أنشر الإسلام بالخلف الذي ... تمكّن في عليائه وتحكما
فإن يك من أيوب نجمٌ قد أنقضى ... فقد أطلعت أوصافك الغرّ أنجما
وإن تك أوقات المؤيد قد خلت ... فقد جددت علياك وقتاً وموسما
عليه سلام الله ما ذرّ شارق ... ورحمته ما شاء أن يترحما
هو الغيث ولى بالثناء مشيعاً ... وأبقاك بحراً للمواهب منعما
لك الله ما أبهى وأبهرَ طلعةً ... وأفضل أخلاقاً وأشرف منتمى
بك انبسطت فيك التهاني وأنشأت ... ربيع الهنا حتَّى نسينا المحرّما
وباسمك في الدنيا استقرّت محاسنٌ ... وبأسٌ كما يمضي القضاء محتما
وفضلٌ به الألفاظ للعجز أخرست ... وعزٌ به قلب الحسود تكلما
أعدتَ حياة المقتربين وقد عفت ... فأنت ابن أيوبٍ وإلاّ ابن مريما
وجددتَ يا نجل الفضائل والعلى ... من الدين علماً أو من الجود معلما
يراعك يوم السلم ينهل ديمة ... وسيفك يوم الحرب ينهل في الدّما
وذكر ندى كفيك يدني من الغنى ... ولثم ثرى نعليك يروي من الظما
لك الملك إرثاً واكتساباً فقد غدا ... كلا طرفيه في السيادة معلما
ومثلك إما للسرير منعماً ... يثوب وإما للجواد مطهما
ولما عقدنا باسم علياك خنصراً ... رأينا من التحقيق أن يتحتما
أيا ملكاً قد أنجد الناس عزمه ... فأنجد مدح الناس فيه وأتهما
سبقت لك المدّاح قدماً وبادرت ... يدا كلمي فاستلزمت منك ملزما
لياليَ أنشي في أبيك مدائحاً ... وفيك فأروي مسند الفضل عنكما
وأغدو بأنواع الجميل مطوّقاً ... فأسجع في أوصافه مترنما
وأستوضح العلياء فيك فراسة ... بملكك لا أعطى عليها منجّما
فعشْ للورى واسلم سعيداً مهنئاً ... فحظّ الورَى في أن تعيش وتسلما
وسر في أمان الله قدماً بفضله ... أسرّ الورَى مسرًى وأيمن مقدما
أعدت زمان البشر والجود والثنا ... إلى أن ملأت العين والأنف والفما