أنتَ الختام لهم وأنتَ فخارهم ... وبمسكِه فليفخر المختوم
أنت الغياث إذا الصحائف نشرت ... وبدا جنا الجنَّات والزَّقوم
يوم الفرار من الصديق فما لذي ... صحب سوى العرق الصبيب حميم
والخلق شاخصة لجاهِ مشفع ... فرد الجلال لشأنهِ التعظيم
بمقامكَ المرفوع يخفض ذنبنا ال ... منصوب إنَّ رجاءَنا المجزوم
يا أيُّها البحر المطهَّر إنَّنا ... طلاَّب حوضكَ يوم تسعى الهيم
سادت بكَ الصلوات ما أسرى بنا ... للصبحِ أشهب والظلام بهيم
وقال يمدح السلطان الأفضل ويعزيه بوالده المؤيد
الطويل
هناءٌ محا ذاك العزاء المقدَّما ... فما عبس المحزون حتَّى تبسَّما
ثغور ابتسامٍ في ثغور مدامعٍ ... شبيهان لا يمتاز ذو السبق منهما
نردّ مجاري الدمع والبشر واضح ... كوابل غيثٍ في ضحى الشمس قد همى
سقى الغيث عنّا تربة الملك الذي ... عهدنا سجاياه أبرّ وأكرما
ودامت يد النعمى على الملك الذي ... تدانت له الدنيا وعزّ به الحمى
مليكان هذا قد هوى لضريحه ... برغمي وهذا للأسرّة قد سما
ودوحة ملك شادويٍّ تكافأت ... فغصن ذوَى منها وآخر قد نما
فقدنا لأعناق البرية مالكاً ... وشمنا لأنواع الجميل متمما
إذا الأفضل الملك اعتبرت مقامه ... وجدت زمان الملك قد عاد مثلما
أعاد معاني البيت حتَّى حسبته ... بوزن الثنا والحمد بيتاً منظّما
وناداه ملك قد تقادم إرثه ... فقام كما ترضى العلى وتقدَّما
تقابل منه مقلة الدهر سؤدداً ... صميماً وتنضو الرأي عضباً مصمما
ويقسم فينا كل سهم من الندى ... ويبعث للأعداء في الرّوع أسهما
كأنّ ديار الملك غاب إذا انقضى ... به ضيغمٌ أنشابهُ الدهر ضيغما
كأنَّ عماد البيت غير مقوَّضٍ ... وقد قمت يا أزكى الأنام وأحزما
نهضت فما قلنا سيادة معشر ... تداعت ولا بنيان قومٍ تهدَّما
أما والذي أعطاك ما أنت أهله ... لقد شاد من علياك ركناً معظّما