ولقد سقيت بكأس فيك مدامة ... في غيظ لوّامي عليك فلا سقوا
وضممْت من عطفيك غصن ملاحةٍ ... بالحلي يزهر والغلائل تورِق
وقرأت في خديك بعد تأمل ... خطًّا به حبّ القلوب معلق
ورزقت من جفنيك ما حسد الورى ... حظي عليه وهو رزق ضيق
ونُعمت باللّذات وهي جديدةٌ ... ولبست ضوءَ الرَّاح وهو معتّق
في ليل أفراح كأنَّ هلاله ... للشرب ما بين الندامى زَوْرَقُ
يا حبَّذا ليلٌ نبيع به الكرى ... لكننا لا عن رضًى نتفرّق
حيث الشباب إلى المسرة راكض ... لا يستقرّ وطالبٌ لا يرفق
سقياً لأوقات الشبيبة إنها ... أوفى لمطّلب السرور وأوفق
ما سرّني أنّ الكميت تحثها ... نحوي السقاة وأن فوْدي أبلق
غني بكأسك يا نديم فإنّ لي ... جفناً مدامعه أرقّ وأرْوَق
زال الصبا ونأى الحبيب فعادني ... أرقٌ على أرق ومثليَ يأرق
وكأنّ عيني راحةٌ ملكيّة ... حلف النوال بأنها لا تطبق
نشأ النوال الأفضليّ فلم نسل ... في الأفق هل نشأ الغمام المغدق
إن كان في الكرماء رسل سماحةٍ ... فمحمدٌ منها الأخير الأسبق
ملك أقام على حماه وذِكرُهُ ... بالمكرمات مغرّبٌ ومشرِّق
ما ضره والفعل فعل باهر ... طلب السهى والأصل أصلٌ معرق
من أسرة تقوية حظ الأولى ... يوم الفخار لقهرها أن يتقوا
النجم بعض ريارهم فلينزلوا ... والنجم بعض حدودهم فليرتقوا
إن فاخروا بقديمهم لم يدفعوا ... أو سابقوا بجديدهم لم يلحقوا
إن يفنَ ماضيهم على سنن الردى ... فكأنهم ببقاء أفضلهم بقوا
الأرض واسعة بجدوَى ملكهم ... والعدل في أيامه متوثق
ملأت موافقة القلوب مهابة ... فالقلب قبل الطرف فيها مطرق
وكأنما صور الوقوف أمامه ... صور الذمى فمواثل لا تنطق
سارٍ على منهاج أسرة بيته ... ترجو البرية حالتيه وتفرق
لا عيب فيه سوى عزائم قصّرت ... عنها الكواكب وهي بعد تحلق