تجري البحار فلو رمى بحربه ... لا نشق ذاك البحر غيظاً وانفلق
فيه مآرب للعلوم وللندى ... إن فاض راق وإن أفاض القول رق
كالغصن يستحلى سنا أزهاره ... ويجود بالثمر الجنيّ وينتشق
فاز امرؤٌ ألقى يمين رجائه ... لمقام إسماعيل يوماً واعتلق
المرتجى والأفق محجوب الحيا ... والملتجا والدهر مرهوب الحنق
لله كم خضعت لعليا مجده ... رأس وكانت ذات صول لم يطق
سارت سيادته وأمعن شوطها ... فغدت على الأعناق واصلة العنق
وأراد أن يجري إلى غاياته ... صوب الحيا فلذاك ألجمه العرق
النصر والدنيا الخصيبة والهدى ... إن صال أو بذل الصنائع أو نطق
لاقيته فشفى رجايَ وعانقت ... كفاي من جدواه أطيب مُعتنَق
وروائح المعروف لا تخفى على ... حال فشمُوا من أنامليَ العَبق
يا أيها الملك المؤيد دعوةً ... تذر العداة بغيظها تشكو الحرق
واصلت قصدي باللهى وقطعت ما ... بيني وبين بني الزمان من العُلَق
فلأشكرنّ جميل ما أوليتني ... شكر الرياض الزهر للماء الغدق
بمدائح أهّلتني لنظامها ... فغدت محررة وعنقيَ مسترق
درر خدمتُ بها علاك وإنما ... عُطفت على درر العلى عطف النسق
وقال في الأفضل ابن المؤيد
الكامل
ما بتّ فيك بدمع عيني أشرق ... إلا وأنت من الغزالة أشرق
يا من تحكم في الجوارح حسنُه ... فالقلب يؤسر والمدامع تطلق
أنفقت عيني في البكاء وحبَّذا ... عينٌ على مرآى جمالك تنفَق
وأخافني فيك العذولُ وما درى ... إني لجودك في الهوى أتشوّق
قسماً بمن جعل الأسى بك لذةً ... والدمع راحة من يحبّ ويعشق
إن العذول هو الغني وأن من ... يفني عليك حياته لموفّق
لي من نصيب هواك سهمٌ وافرٌ ... وسهام سحر من جفونك ترشق
يمتار من دمعي عليك ذوو البكا ... فاعجب له من سائلٍ يتصدّق