وندى تتابع وفده حتى اشتكت ... نفحات أنعمه الفلا والأينق
فياض سيب حين يزهى مجلس ... وخضيب سيف حين يعرو فيلق
تلقاه بين مهابة ولطافة ... كالسيف فيه مضاً وفيه رونق
وتراه من لمع الأسنة سافراً ... كالبدر بين كواكب تتألق
حيث الغضا بين السلاح كأنه ... لجّ تحقق بنده يترقرق
والطير تقربها الظبا فمن السماء ... والأرض تغشاه الضيوف وتطرق
يا أيها الملك المكمل فضله ... وُقّيت من حدقٍ إليك تحدّق
وبقيت للمدَّاح تجلب عيسهم ... جلباً بغير بلادكم لا ينفق
أذكرتنا زمن المؤيد لا غدت ... مثواه باكية الغمام تشهّق
حتى تجرّبه ذيول حديقة ... أكمامها بيد النسيم تفتق
علياك علياه وخلقك خلقه ... فاهنأ بلبس مدائحٍ لا تخلق
وقدوم عيد كان من طرب إلى ... لقياك تخترق الصيام وتسبق
وبديعة كالروض إلا أنها ... تجلى بجارحة السماع وتعشق
نظمتها عقداً لمثل مثاله ... في النظم شاب من الوليد المفرق
وتلوت قاف معوّذاً من قافها ... خوفاً عليه من النواظر أشفق
لا فضل لي فيها وبحرك قاذف ... درر الصفات تقول للخلق انفقوا
من عشّ بيتك قد درجت وطار لي ... في الخافقين جناح ذكرٍ يخفق
وبكم علمت من القريض صناعة ... ما كنت لولاكم بها أتعلق
لكم الولا مني لأنَّ نداكمُ ... من كلِّ حادثةٍ له في معتق
وقال وكتبها للشيخ شمس الدين الصايغ وهي تعد بقصيدتين
وفيها نوع يسمى التشريع
المتقارب
بطيفك يا بدر والطارق ... ومسبل شعرك والغاسق
وقدك يا غصن واللحظ من ... رشيق يميس ومن راشق
وطلق جبين قضى حسنه ... ببين على سلوتي الطالق
أغث بأيادي الرضا مغرماً ... دعاك وخذ بيد العاشق