ألف الصدود تجنُّباً وتحجُّباً ... فلو أنه رام التواصل ما عرف

ومن الشقا أنَّ الجفا وتشوُّقي ... لا ينتهي هذا وذاك إلى طرف

ما مال غصن قوامهِ عن فكرتي ... يوماً ولا دينار وجنتهِ انْصرف

وقال يداعب صديقا

السريع

سكنت بالنيل لو لم تكن ... جيرانه لم تكُ بالشافي

كفاكَ جيران نيل الأذى ... فحبَّذا النيّل بالكاف

وقال ملغزا لرئيس

الطويل

أحاجيك ما حلو اللسان وأنه ... لأخرسُ لا تعزَى إليه المعارف

يرى جالساً في الصدرِ ما دام كاملاً ... فإن نقصوه فهو في الأرض طائف

فبعث في الجواب فقال

الطويل

مننت بحلّ اللغز معنىً وصورةً ... فلله موصوفٌ لديكَ وواصف

ووطنني إن بلَّ بالقطر جسمه ... فها هو مبلول وها أنا ناشف

ومن مقطعاته قوله

البسيط

يحير الغصن بين اللّين والهيف ... ويفضح الظبي بعد الجيد والعطف

أغنّ لم يبقَ مرأى حسنه بشراً ... خال من الوجدِ يلحاني على شغفي

يا حبَّذا البدر حاز التمّ أجمعه ... وزاد في مهج العشَّاق بالكلف

غزال رملٍ ولكن غير ملتفتٍ ... وغصنُ بانٍ ولكن غير منعطف

يشكو السقامَ إلى أجفانه جسدي ... فأعجب له دَنفاً يشكو إلى دنف

متى يحقِّق وعداً من تواصله ... والمنع ينظر من وجهٍ إليَّ خفي

في الخدِّ لامٌ وفي عطف الصبا ألف ... وآلة المنع بين اللاّم والألف

هلاّ سوى سحر ألفاظ تلقت به ... فكان في قصد موسى مانعٌ تلفي

مشير ملكٍ تجلَّى رأيه فسطا ... بالخصبِ يطو بياض الصبح في السدف

فاقَ البريَّة في عدلٍ ومعرفةٍ ... فليسَ عن رتب العليا بمنصرف

سجية في اقتضاء الحمد ناشئةٌ ... على الندى والسدى والمجد والشرف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015