سمراء حنطيَّة يغترّ مبسمها ... فكلها بشفاه اللّثم مرشوف
دقَّت يدُ الرزق بابي وهي ناشزةٌ ... فقلت كسّ أخت رزق فيه تعسيف
وعلّمتني نظمَ الشعر من دُرَرٍ ... ما بيت واحدها بالفقرِ مزحوف
هذا هو الخبز يا أجنادَ أدعية ... وفي المجاريب حرب الليل مصفوف
خبزٌ وخيرٌ وجبرٌ بعد ما نطقت ... فللمحامد تجنيسٌ وتصحيف
لينطق الجود بعد العيّ ذا مدحٍ ... تأتي وما عندها في القولِ تكليف
لا زلت ممتدحاً منِّي بنظمِ فتىً ... في المادحين فلا يثنيه معروف
تجلّ عن نظم ورَّاق مدائحه ... وعن ثناً فيهِ للجزَّار تقطيف
نظَّفت فكري لكم من حبّ ذي قلم ... فإن شرط وعاء الحبّ تنظيف
وقال ناصرية
الطويل
بقيت لحمدٍ مثل فضلك واف ... وكافاك عنَّا الله خير مكاف
ولا زلتَ مسروراً بنشرِ محامدٍ ... وذخر أجورٍ واتصالِ عواف
ومجدٌ على الأنصار شفَّ سناؤه ... وعلم لأدواء البصائر شاف
وبرّ إذا خانَ الزمان موكلٌ ... براءٍ وفاءٍ للأنام وقَّافِ
ومنح وصفح ذاك معفٍ لمخطئٍ ... وذاك صريح المكرمات لعافِ
ولفظٌ هو العذبُ الطهور وطالما ... أدارَ على الأفهام صرف سلاف
لك الله بحراً إن خبا البحر دُرّهُ ... فأحسن منه دُرّ بحرك طافي
وندباً أطارت طائر المدح واجباً ... قوادِم من نعمائه وخواف
فما رأيه عن قاصديه بغافلٍ ... وما طرفه عن وافديه بغاف
وتدبير ملكٍ مع تورّع زاهدٍ ... إلى وثب عزمٍ مع سكون عفاف
أخا العلم في عقلٍ ونقلٍ حوى المدى ... وِفاق على الماضي بغير خلاف
وذا المجد في دنيا وأخرى فيا له ... مضافاً إليه واصلاً بمضاف
أتى جودك المروي صداي ولم أسل ... ولا طرق السمع الكريم نشافٍ
ودقَّ عليَّ البابَ رزقٌ ولم أسر ... أدقّ بكعبي متعباً بطوافي
وقابلتها غرّ الوجوه كثيرة ... جرت بحروفٍ قد صرَعنَ حرافي