لي في القصائد تشبيبٌ بها ولها ... على جريح الحشا باللحظ تذفيف
قالوا حكى القمر التميّ طلعتها ... قلنا صدقتم ولكن فيه تكليف
كما حكى نيلُ مصر جودَ سائدها ... لو لم يكن في وفاء النيل تسويف
ندبٌ عطفت أماديحي على نسقٍ ... من فضلِه حبَّذا للفضل معطوف
مدبر الملك بالأقلام يقدمها ... في الجودِ والبأسِ تحويلٌ وتخويف
بادي السعادة لو بثَّت مناقبه ... في الأفق لم يبدُ في الأقمارِ مخسوف
طلق السرة يعطي حيث وجه ذكا ... كأنه بغبارِ المحل مكسوف
يا من يعنفه في صنع مكرمةٍ ... هيهات أن يروع العشَّاق تعنيف
في كفِّه قلمٌ الإنشاد منشأه ... فضلٌ وفصلٌ وتعريفٌ ومعروف
فتوح ملكٍ من الأسجاع خصَّ به ... هذا وذاك وسجع الناس توقيف
وفضل نظمٍ له من بيته شرفٌ ... فهو الرضيّ وباقي النظم مشروف
خطَّافةٌ لبّ رائيه براعته ... ووجهُ حاسدها بالرَّوع مخطوف
وصاحب السرّ قد سرَّ الزمان به ... صدر النديّ وللآلاء توطيف
كم قاصدٍ جاء في جهرٍ وآخر في ... سرٍّ وللكلّ إنعامٌ وتشريف
وكم تلطفُ كتبٍ في رسائله ... وطيَّها لمزاج الخطب تلطيف
تسيل في الطرس أرواحُ العداة به ... حتى كأن يراع الطرس مرعوف
فالبرّ والبحر ذا بالأمن منبسطٌ ... وذاك من خجلٍ بالجودِ مرجوف
وكلّ عافٍ بحرف الخطّ متّصلٌ ... وكلّ عادٍ بحرف السيف محذوف
شكراً لعطفٍ وأعراضٍ لديك هما ... لعبد أبوابكم برٌّ وتثقيف
أعرضت عنه فوالت حربه فئةٌ ... شاكوا السلاح فتضريبٌ وتسييف
وما شكوتُ وما الشكوى إلى بشرٍ ... من خلق مثلي والأقدار تصريف
حتى إذا غبطتك المكرمات عفت ... تلك الهنات وكرّوا بعد ما عيفوا
إن ساءَ قوماً مقامي منشداً مدحاً ... لساءهم ليَ تشريفٌ وتسريف
كم خلعةٍ قلت للاحي وقد حضرت ... وعضّ لحيته للغيظ ذي صوف
وحبَّذا وبرٌ قد غصَّت فيه غنىً ... وكان لي وبرٌ بالفقرِ منتوف
وغلَّة طاف أولادي فقلت لهم ... اسعوا لها يا عفاة البيت أو طوفوا