مدى الدهر في علياءٍ تبهر أعيناً ... فما لمحات العين إلاَّ ركوعها
وقال شمسية في ابن التاج اسحاق
الطويل
يخيل لي برقٌ من الثغر لامع ... فيسبقه غيثٌ من الجفنِ هامع
ويرفع طرفي للصبابة قصةً ... فتجرِي على عاداتهنَّ المدامع
بروحِيَ من قالَ الرقيب لحسنهِ ... على كلّ حين من وصالك مانع
ومن كلّ يومٍ في هواها متيمٌ ... يموت ولوَّامٌ عليه تنازع
تدافعني فيها الوشاة عن الأسى ... وما لشهودِ الدمع والسقم دافع
وذي عذلٍ في الحبّ لا هو ناظرٌ ... إلى حسن من أهوى ولا أنا سامع
مضى في الهوى قيس وقد جئتُ بعدهُ ... فها أنا للمجنون في الحبِّ تابع
تذكّرني الورقاء بالرّمل معهداً ... فهل نجم أوقاتي على الرّمل طالع
وتشدو على عيدانها فتثير لي ... كمائن وجدٍ ضمنتها الأضالع
وذكرى شهابٍ كانَ لي من ورائِه ... إلى مالكٍ لي في الصبابة شافع
وأوقات أنسٍ بين شادن وشادنٍ ... كما اقْترح اللذّات راءٍ وسامع
وكأس لغيري أصفر من نضارها ... ولي من لمى المحبوب للهمِّ فاقع
تعوَّضت عنها بارْتشاف مديرها ... كما حرّمت منها عليَّ المراضع
وقضيتها أوقات لهوٍ كأنما ... عفا الدهرُ عنها فهوَ يقظان هاجع
زمان الهوى والفوْدُ أسود حالكٌ ... وعصر الصبى والعيش أبيض ناصع
إذا ابْيضَّ مسود العذار فإنما ... هوَ الصبح للّذّات بالليلِ قاطع
لعمري لقد عادَ النعيم لفاقدٍ ... وقد طلعت للشامِ نعم المطالع
وزارة شمسيّ الثنا يعتلى بهِ ... محلّ ويدنو نوره والمنافع
هنيئاً لأفق الشام يا شمسَ مصره ... بأنك بالتدبير للشام طالع
وأنك لا كالشمس ظلّك سابغٌ ... ولكن لأهل الزيغ وقدك قامع
وأنَّ نماء الخلق والرزق لم يزل ... إلى الشمسِ عن إذنٍ من الله راجع
وأنك يا موسى لذو القلم الذي ... تهشّ به أهل الحيا وتدافع
عصاً لبلادِ الشام فيها مآرب ... ومن يدك البيضاء فيها صنائع