فراعنة الكتاب عن ظلمنا ارجعوا ... فقد جاء موسى والعصا والقوارع

وذو الهيبة اللاتي بها يزع الورى ... وما ثمّ إلا خوفك الله وازع

إذا المرء خافَ الله خافت من اسمِه ... أسود الفلا والعاديات الرواتع

لنعم الوزير الباسط اليد أنعماً ... وأدعية للملك جذلان وادع

أخو الزّهد والتدبير إما تهجّدٌ ... وإما يراع ساجد الرأس راكع

ولو لم يجدنا غيث جدواه جادَنا ... بفضلِ دعاه شائع الغيث ذائع

تقصر أفكار العدى عن خداعهِ ... ويخدعه في الجودِ من لا يخادع

أنا ابن كثيرٍ في رواية جوده ... ومن كلّ بأسٍ عاصم ثم نافع

يقوم مقام النيل في مصر فضلهُ ... إذا جرَّت الأقلامَ تلك الأصابع

ويغني عن الأنواء في الشامِ عدلُهُ ... وعدل الفتى للخصبِ نعم المزارع

أتانا وقد ضنَّ السحاب بقطرةٍ ... فجادَ وأجدى نيله المتدافع

ولما وجدنا للثراء زيادةً ... علمنا بأن الشام للخير جامع

كذا فليدبر دولةً ورعيَّةً ... وزيرٌ لجمع المال والجود بارع

ألم ترني من بعد ذلٍّ وفاقةٍ ... بظلّ نداه والعناية راتع

ألم ترني في طوق نعماه ساجعاً ... ولا عجبٌ إنَّ المطوّق ساجع

وسابق ظنِّي لا الوسائل قدمت ... ولا قرَّبتني من حماه الشفائع

وعجّل معلومي وما كنت واصلاً ... إلى ربعه والشهر للشهر رابع

وأصلح منِّي ظاهراً ثم باطناً ... فلا أنا عريانٌ ولا أنا جائع

إليك ابن تاج الدين درّ مدائح ... بداية مهديها إليك بدائع

وإني وإن باكرتُ بالمدح منشداً ... لداعٍ بأستار الأجنة ضارع

نباتيّ لفظ قد حلا وتكررت ... إليكَ بهِ للأنام المطمع

وقد كانَ من حيث الإضاعة ضائعاً ... فها هو من حيث التضَّرع ضائع

تقول رياض المزهرات لزهرِه ... بلينا وما تبلى النجوم الطوالع

لك الله في كلّ الأمور مؤيد ... يمدّك بالدهرِ الذي هو طائع

ولا ترفع الأيام ما أنت خافض ... ولا تخفض الأيام ما أنت رافع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015