سعى بالحميّا في نشاوى تهافتت ... عليها بأيدٍ ما تكاد تطيعها
فيا لكَ من ألباب قوم تنكَّرت ... مصانعها منها وأقوت ربوعها
أخادِع آمالي بكأسٍ وشادنٍ ... وقد يقتضي آمال نفسٍ خدوعها
وقد أشتكِي همِّي إلى أريحيةٍ ... ولوعِي بأكناف الحمى وولوعها
تكاد من الذكرى إذا ما تنفسَّت ... تناثر من شجوٍ عليها نسوعها
وتسعدني الورقاء منها نواحها ... بغصنٍ ومن أجفان عيني هموعها
تطوقت من جود ابن يحيى كطوقها ... فلله أطواق اللهى وسجوعها
أخو الكلمات الغرّ تندِي غمامها ... وينفح ريَّاها وتزكو زروعها
وذو الدّوحة العلياء أرست أصولها ... وطابت مجانيها وطالتْ فروعها
بحور اللهى والعلم فيهم بسيطها ... وكاملها منهم وعنهم سريعها
إذا أسرة الفاروق قامتْ لمفخرٍ ... أقرَّت لعلياها السراة جميعها
تصول وتحمي شرعةً نبويةً ... فأسيافها منهم ومنهم دروعها
ألم ترَ علياهم بطلعة أحمدٍ ... كما نض عن عبق الرياض سريعها
على يدِه البيضاء آي يراعةٍ ... ينعم جانيها ويشقى لسيعها
معوّد سحر البيان فبينما ... تروق ذوي الألباب أمست تروعها
فرائد لا ترضى ابن عبَّاد عبدها ... ويعلو على وصف البديع بديعها
لئن حفظت مصرٌ وشامٌ برأيه ... لقد حفظت بطحاؤها وبقيعها
وقد بثّ فيها العدل حتى بأمنها ... مها الرمل تمسي والهزبر ضجيعها
ربيب العلى والعلم تفديك مهجة ... تضلع من خلفي فداك رضيعها
أفدتَ يدي وفراً ونطقي بلاغةً ... لفضليك يعزى صنعها وصنيعها
وفرّجت بالنعماء حالي وفكرتي ... وقد ضاقَ بالأنكادِ عني وسيعها
وأمّن يا ربّ السيادة والتقى ... برجواك خوف الرحلتين وجوعها
ومثلك من أسدى لمثلي أنعماً ... تسرّ وآفاق البلاد تذيعها
فخذْها بتفويف الثنا كلّ حلةٍ ... لها من مقاماتِ المقالِ رفيعها
لأنجمها وصل السعود بذكرِكم ... إذا أنجمٌ أخنت عليها قطوعها
وهنئت بالأعوامِ يصفو جديدها ... عليك بإقبالٍ ويطوى خليعها