بابٌ لبذلِ اللهى في كلّ نائبة ... مجرَّبٌ وندًى في الجدب منتجع
وسيد بالمعالِي الغرّ مؤتلفٌ ... بالحمدِ مشتغلٌ بالمجدِ مطَّلع
جمُّ المناقب يلقى العسر من يدِه ... في المحل ما لقيت من علمه البدَع
لو لم يكن نجمه كالسيف منصلطاً ... ما راحَ كلّ قرين وهوَ منقطع
يهوى المعالي وأبكارَ الكلام فما ... يزال يفرع أعلاها ويفترع
فتوَّةٌ وفتاوٍ لا نظيرَ لها ... كأنه في الندى والحكم مخترع
وأنعمٌ قربت عن همَّةٍ بعُدت ... كالشمس يدنو سناها حينَ ترتفع
لا عيبَ في لفظه المنظوم جوهرُه ... إلاَّ نوافثُ فيها للنهى خدَع
جُنَّ الغمام الذي حاكى مكارمه ... أما تراه على وجه الثرى يقع
وقالت السمر من يلقى يراعته ... منا فأمست كما قد قيل تقترع
صحَّت إمامة أقلامٍ براحتِه ... فأصبحت بخبير الخير تلتفع
تسوَدّ نِقْساً وتجلو كلّ داجيةٍ ... فهل هيَ الليل داج أم هي الشمع
يا أشرفَ الخلق أخلاقاً مطهَّرةً ... وأفضل الناس إن طاروا وإن وقعوا
إن الجماهيرَ قد ذلَّت رقابهُم ... إلى كمالك واسْتوفاهمُ الهلع
لا تسمعنَّ حديثَ القوم في شرفٍ ... حديثُ غيرك موضوعٌ ومتضع
وعصبة تدعي علماً وقد جهلت ... أنشقت آنافها نكباء تجتدع
حاكوك شخصاً ولكن ما حكوا رشداً ... إن المساجد تحكي شكلها البيع
وجحفل لجبّ تطفو غواربه ... كأنما تبّع في أثره تبع
ردَّت رداه سهامٌ من دعائك لا ... بيضٌ حدادٌ ولا خِطّيةٌ شرع
يا ابن الكرام الأولى في كلّ مكرمةٍ ... إن فاخروا فخروا أو قارعوا قرعوا
لا في اليسارِ مفاريحٌ إذا بلغوا ... غايات مجدٍ ولا في أزْمة جزع
كم نالَ سعيهمو جدّ فما بطروا ... فيه وكم نالهم دهرٌ فما خضعوا
من كلّ أروع للأقلام في يدِه ... وللظُّبا في الوغى والسلم مطلع
تزداد والرمح في جنبيه سوْرَته ... كأنما زيدَا في أضلاعه ضلع
وملجأ العلم في أوطانه لفتىً ... للجودِ والبأس فيه الشهد واللسع
من مبلغٌ عنِّيَ الأهل الذين نأوا ... إني نزيلك لا فقرٌ ولا فزع