مطوَّق بهباتٍ ساجعٌ بثناً ... ينسي الأوائل ما جادوا وما سجعوا
لي بالجنا الحلو في ناديك مرتفقٌ ... وبالندى الغمر مصطاف ومرتبع
نعمَ الفتى أنتَ لا تحنو على نشبٍ ... كفَّاه يوماً ولا تبقي ولا تدع
أجديت حالي ولم تسمع شكايته ... من بعد ما ضنَّ أقوامٌ وقد سمعوا
وجادَ فكري بنوعٍ من مدائحه ... وللمساكين أيضاً بالندى ولع
بحثت عن وصفك الزاكي فنائله ... مسلمٌ ومدى علياك ممتنع
ما زلت ترتجع النعمى إليَّ إلى ... إن خلت أن شباب العمر مرتجع
وقلت للخاطبِي مدحي بذكرِ ندى ... غيري بأكثر هذا الناس ينخدع
وقال في قاضي القضاة محمد
الكامل
كفّ الملامة عن حشا المتوجع ... واتْرك مضرَّته إذا لم تنفع
أتخال أني للملامة سامع ... لا والذي قد سد عنها مسمعي
والنازعات فإنها من مهجتي ... والمرسلات فإنها من أدمعي
لا كان نشر العاذلين بضائع ... عندي ولا عهد الهوى بمضيع
أنا مستدل بالسقام على الأسى ... فإن استطعتَ بفقه عذلك فامنع
ما العذل قرآن ولا أنا جلمد ... فأظل منه كخاشع متصدع
بأبي غزالاً ضاق بي وسع الفضا ... في الحب وهو من الحشا في مربع
صرع الأسود بمقلة نجلاء إن ... تلمح صوارمها بجفن تقطع
القلب موضعه وقد عطفت له ... جمل الأسى فأصخ لعطف الموضع
وارفض ملامي في البكى متوالياً ... وأقرأ على أهل المحبة مصرعي
لزم الأسى قلبي كما لزم الثنا ... قاضي القضاة أبا المناقب أجمع
ذاك الذي حكمت علاه بعلمها ... لا بالحظوظ ولا بقول المدعي
متفرد قال الزمان لفضله ... فوفى المقال وصح عقد المجمع
من ذا يضاهي الشمس حسن فضيلة ... وبها قوام العالم المتنوع
لله أي فضائل مأثورة ... يوم الفخار وأي لفظ مبدع
وسداد رأي لا تخاف صفاته ... لكن متى يخدعه عاف يخدع