لكَ منِّي الدُّعا ونظم القوافي ... فأعرها لا زلتَ فكرَ السميع
وابقَ للمادحين منصوب ذكرٍ ... بحديثِ المكارم المرفوع
وقال كمالية في ابن الزملكان
البسيط
هدَّدتموا بالضنا من ليسَ يرتدع ... هيهات لم يبقَ فيه للضنا طمع
صبًّا تحجب عن عذَّاله سقماً ... فاعْجب لمن بعوادِي الضرّ ينتفع
أحبابنا كم أقاسي بعدكم جزعاً ... لو كانَ ينفعني من بعدكم جزع
حمَّلتمُ العين يا أشهى العيان لها ... من أدمع وسهاد فوق ما تسع
ماءٌ من الجفنِ يغني روح واحدةٍ ... كأنما السمّ حقًّا فيه منتقع
يا منعمين بطيفٍ بعد فرقتهم ... دعوا التهكم أين الأعين الهجع
كلفتموني مواريثَ الذين قضوا ... من الغرامِ فهل للوصلِ مرتجع
وعاذلٍ فيكُم تعبان قلت له ... إن كنت أعمى فإني لستُ أستمع
يخادعُ السمعَ والأحشاء قائلةٌ ... غيري بأكثر هذا الناس ينخدع
ليتَ الثغور جلت برقاً له فرأى ... سحائب الدمع وجداً كيفَ تنهمع
وربّ ظالمةٍ ما عند مقلتها ... لفارشِ الخدّ إلاَّ السيف والنطع
يشكو كما يتشكَّى خصرها سغباً ... وجارهُ الرّدف قد أودى به الشبع
كأنما ينقل البين المشتّ لها ... دمي فتحمرّ خدَّاها وأمتقع
حثَّت لوشك النوى عيساً تحبّ سرًى ... لكنها للأسى بين الحشا تضع
وخادعتنيَ من عرفِ الحمى سحراً ... بالريح والعاشق المسكين ينخدع
كفى دلالك إن الصبر طاوعني ... وإن قلبيَ من كفَّيك منتزع
لا تبتغي كلماتي اليوم في غزلٍ ... فهنَّ لابن عليّ في الثنا شِيَع
والمانح الجزل لا منٌّ ولا ملك ... والمانع السرح لا خوفٌ ولا جزع
علا عن المدح حتَّى ما يهش له ... كأنما المدح في أوصافِه قزَع
يممْ حماه إذا ما خفت ضائعةً ... فبابه بالندى كالصدر متسع
وقلْ لحاسدِه المغرور مت كمداً ... ذاك الجناب صفاه ليسَ ينصدع
هيَّا لك الكرم الطائيّ مفترق ... للناسِ والسؤدد القيسيّ مجتمع