مشتاقة تسري بمشتاقٍ كما ... رجع المدامع وجنة المسترجع

كادت من الذكرى تطير نسوعها ... وتقوم من صدري حواني الأضلع

ولقد يذكرني حنين سواجعٍ ... بالقلب كم هاجت على غصن معي

شتَّان ما بيني وبين حمامةٍ ... صدحت فمن مسترجعٍ ومرَجَّع

غصني بعيدٌ عن يديّ وغصنها ... ضمت عليه أنامل المستمتع

لا طوْقَ لي بالصبر عنه وطوْقها ... بالزّهر بين مدبَّجٍ وموشّع

إن لم تعرني للحنين جناحها ... فلقد أعرت حد الركاب مسمعي

يطفو بنا عند النجود مديدها ... طلاّعة ويسيل عند البلقع

حتى إذا شمنا لطيبةَ معلماً ... عجَّلت قبل الحجّ طيب تمتعي

ونزلت عن ظهر المطية لاثماً ... وجه الثرى فرحاً بنثر الأدمع

وإذا المطيّ بنا بلغْنَ محمداً ... فلها رعايةُ خير حقٍّ قد رُعي

ولها بآثارِ المناسمِ في السرى ... شرفٌ على شرف البدور الطلّع

يا زائد الأشواق زائر قبره ... سلّم على خير البرية يسمع

والجأ إلى الحرم الذي جبريل من ... زوَّارِه من ساجدين وركّع

بين الملائك والملوك تزاحمٌ ... من حول منهله اللذيذ المكرَع

فوفودها من أرضها وسمائها ... في مطمحٍ يسعى إليه ومطمع

تدعو منازله سراة وفوده ... لجناب من في ليلة الإسرا دُعي

حتى تقلد بالرِّسالة حافظاً ... ضَوَّاع نشر الفضل غير مضيَّع

وترٌ يقال له غداً قلْ يُستمع ... يا خيرَ مشفوعٍ وخير مشفَّع

كان الورى في حيرةٍ حتى أتى ... بجليّ أخبارٍ دعاها من يعي

شرع الهدى ووصفت شارع فضله ... أكرمْ بفضليْ مشرعٍ ومشرع

من سفح عدنان التي شرفت به ... من ذلك الشرف القديم المهيع

بطباعه يزكو فكيف بطابعٍ ... لثبوت أعناء على المتطبع

ألف الندى حتى بدا في كفه ... نبع الزّلال فيا له من منبع

والبدر شقّ لقربه متهللاً ... والجذع حنّ لبعده بتفجّع

والشمس شاهدةٌ بأنَّ غمامةً ... كانت تظلّل من سواء المطلع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015