شهدت بإمكانٍ له ومكانةٍ ... وعلى كمثل الشمس فاشهد أو دع
والوصف ملتمع النجوم يجل أن ... يحصى وإن شئت الحديث فألمع
واذكر ببدر طلعةً نبويةً ... من مفردٍ يسمو ابنَ عشرَ وأربع
ما البدر في كبد السما كسناه في ... قلبِ الخميس ولا بصدر المجمع
تفدي البدورُ بيوم بدرٍ وجهه ... ما بين معشره البدور الطلّع
المعرقين سماحةً وحماسةً ... يوم الفخار دُعوا ويوم المفزع
من كلِّ مفترسٍ الليوث بثعلب ... من رمحه في صدر كلّ مسبّع
وقضيبْ سيفٍ إن يهزّ تساقطت ... ثمراتُ هامٍ كانَ منه لتبّع
ورثوا الشجاعة والعلى يروونها ... قرشيةً عن غالبٍ ومجمَّع
وبه اهتدوا فتتابعوا في نصره ... من طائعٍ وافى إليه ومهطع
حتى إذا صلّى الحسام بطوعهم ... صلَّت رؤوس عدًى بغير تطوع
حمدوا الوغى في حبِّ أحمدهم فما ... يتفيأون سوى الطوال الشرع
هذا وكانوا يتقون به إذا ... حميَ الوطيس فيتقون بأشجع
بأشدّ من شهد الوغى وأرقّ من ... وقعت عواطف حلمه في موقع
بكليل جفنٍ عن معائب مخطئٍ ... وحديد سيفٍ في فؤاد مدرّع
بالمجتدي في يسره وخصاصة ... والمجتلي في حلّةٍ ومرَفَّع
ذو المعجزات الباقيات وحسبه ... سوَرٌ مسوَّرةٌ تصدّ المدعي
هديت قروم ذوي الفصاحة قبلها ... وتقاعسوا عنها لأوَّل منزع
كم مدّعٍ نظماً يحاول حيه ... في سورة منها فيسلى مدّعي
قال الكلاميون صرفة خاطر ... قلنا ونثرة كوكب متشعشع
يا سيدَ الخلق الذي مدَحته من ... آي الكتاب فواصلٌ لم تقطع
ماذا عسى المدحُ الطهور يدير من ... كأس الثنا بعد الكتاب المترع
بعد الحواميم التي بثنائها ... هبطت إليك من المحلّ الأرفع
من كل حرفٍ عن سواك بمدحها ... ورقاء ذات تعزّزٍ وتمنّع
أرجو لفهمي بامتداحك يقظةً ... من غفلتي وشهادةً في مصرعي
وإليك أشكو صدر حالٍ ضيقٍ ... بالمؤلماتِ وحال همٍّ مولع