وقال يمدح رسول الله صلى الله عليه وسلم
الكامل
يا دارَ جيرتنا بسفح الأجرع ... ذكرتك أفواه الغيوث الهمَّع
وكستك أنواءُ الربيع مطارفاً ... موشيةً بسنا البروق اللمَّع
تتحلَّب الأنواء فيك على الرّبى ... بسحائبٍ تحنو حنوّ المرضع
فلكلّ قطرة وابلٍ فمُ زهرةٍ ... مفترّةٍ عن باسمٍ متضوّع
تزهى لوامع ربعها وربيعها ... بمنوّر في الحالتين منوّع
فعسى يعود الحيّ فيك كما بدا ... في خير مرتادٍ وأخصب مرْبع
عهدِي بسفحِك مرتعاً لأوانسٍ ... كم في محاسنها لنا من مرتع
من كلّ دائرة القناع على سنا ... بدرٍ يراغم بدر كلّ مقنّع
شقَّ الأسى قلبي الصريع فيا له ... بيتاً أبت سكناه غير مصرّع
بالنازعات ومهجتي عوّذتها ... وحجبتها بالمرسلاتِ وأدمعي
آهاً لعهد الرقمتين وعهدها ... لو أنَّ عهدهما قريبُ المرجع
ولطيفها كم هاجَ لوعةَ بينها ... فالويل إن أهجع وإن لم أهجع
بانت سعادُ فليتَ يومَ رحيلها ... فسح اللقا فلثمت كعبَ موَدعي
وضممت بدر ركابها فعساه أن ... تُعديه رقةُ قلبيَ المتوجّع
إني وإن لم أقض نحبي بعدها ... فليقضينّ بكايَ حق الأربع
ولأختمنّ بموضعِ التقبيل ما ... ضمّ الثرى من قلبيَ المستودع
وأحمّل الهمّ الذي حملته ... نجباً تقيس ليَ الفلا بالأذرع
من كلِّ حرفٍ وفقها للساكني ... تلك الرّبوع وعطفها للموضع