كأَنْ لم يهزّ القصد منه شمائلاً ... ولا قلماً يعزى إلى الخضر أخضرا
على مثل هذا شارطَ الدّهر أهله ... إذا سرّ أبكى أو إذا ودّ غيرا
فمن سبر الأحوالَ لم يتعجب لها ... ومن عرف الأيامَ لم يرَ منكرا
ومن ناله صبحُ المشيبِ ولم يفقْ ... إلى طلب الأخرى فما وهب من كرى
كما طلب ابن الخضر دارَ مُقامه ... فغلَّس في بغيا النعيم وبكَّرا
وما تركَ ابن الخضر ميراثَ واجدٍ ... سوى الذكر فيَّاحاً أو الأجر نيرا
وأعناق أحرارٍ تملك رقّها ... وأحوال قوم قبل ما مات دبرا
عليك سلام الله من مترّحلٍ ... تخيرت قدماً ودّه وتخيَّرا
فألبسني ثوبَ الولاءَ معتَّقاً ... وألبسته ثوبَ الثناءِ محرَّرا
وقال وقد أهدى كنافة مخنقة
السريع
يا سيدي جاءتك في صدرها ... كأنَّها روحيَ في صدري
كنافةً بالحلو موعودة ... كما تقول العسل المصري
قد خنقتني عبرتي كاسمها ... وبادرت من خلفها تجرِي
ما خرج الفستق من قشرهِ ... فيها وقد أخرجت من قشري
ونشرها من طيبها لم يفح ... فاعْجب لسوءِ الطي والنشر
فهاك حلواً قد تكفَّلته ... ولا تسل عني وعن صبري
كأنَّها الدُّمية لكنها ... لا نفحة العرف ولا القطر
لا زالت في الدهرِ كما تبتغي ... وفوق ما تبغي من الدَّهر
وقال في السبعة السيارة مجيزا لأبيات ابن القماح
وقد سئل ذلك
الكامل
لا تخش من غمِّ كغيم عارض ... فلسوفَ يسفر عن إضاءة بدرِه
إن تمس عن عبَّاس حالكَ راوياً ... فكأنني بك راوياً عن بشره
ولقد تمرّ الحادِثات على الفتى ... وتزول حتى ما تمر بفكرِه
وهو الزمان إذا جنى لم يعتذر ... ويقوم من خلف الأذان بعذره
هوِّن عليك فربَّ خطبٍ هائل ... دُفِعت قواه بدافعٍ لم تدرِه