فمن ذا يضاهيه وجبريل خادمٌ ... لمقدمه العالي وعيسى مبشرُ
تهاوى لمأتاه النجوم كأنها ... تشافه بالخدِّ الثرى وتعفّر
وينضب طام من بحيرة ساوة ... ولم لا وقد فاضت بكفيه أبحر
نبيٌّ له الحوضان هذا أصابعٌ ... تفيض وهذا في القيامةِ كوثر
وعن جاهه الناران هذي بفارسٍ ... تبوخ وهذي في غدٍ حين تحشر
إذا ما تشفعنا به كُفّ غيظها ... وقالت عبارات الصراط لنا اعبروا
تنقل نوراً بين أصلاب سادة ... فلله منه في سما الفضل نير
به أيَّد الطهر الخليليّ فانتحت ... يداه على الأصنام تغزو وتكسر
ومن أجله جيء الذبيحان بالفدى ... وصين دمٌ بين الدماءِ مطهَّر
ورُدَّت جيوش الفيل عن دار قومه ... فلله نصلٌ قبل ما سُلَّ ينصرُ
ولما أراد الله إظهار دينه ... بدا قمراً والشرك كالليل يكفر
فجلى الدجى واسْتوثق الدِّين واضحاً ... وقام بنصر الله داعٍ مظفر
بخوف السطا بالرعب ينصر والظبا ... وداني الحيا في اليسر والعسر يهمر
عزائم من لا يختشي يوم غزوِهِ ... ردًى وعطاً من ليسَ للفقرِ يحذر
علا من محاكاة الغمام لفضله ... وكيف يحاكيه الخديم المسخَّر
يظلله وقت المسير وتارةً ... يشير إليه بالبنان فيمطر
ألم ترَ أنَّ القطر في الغيم فارسٌ ... إذا برزت آلاؤه يتقَطَّر
هو البحر فيَّاض المواردِ للورى ... ولكنه العذبُ الذي لا يكدّر
فمن لي بلفظٍ جوهريّ قصائدٍ ... تنظم حتَّى يمدح البحرَ جوهر
وهيهات أن تحصى بتقدير مادحٍ ... مناقبُ في الذكر الحكيم تقرّر
إذا شعراء الذكر قامت بمدحه ... فما قدرُ ما تنشي الأنام وتشعر
نبيٌّ زكا أصلاً وفرعاً وأقبلت ... إليه أصولٌ في الثرى تتجرَّر
وخاطبه وحشُ المهامهِ آنساً ... إليه وما عن ذلك الحسن منفر
له راحةٌ فيها على البأسِ والندى ... دلائلُ حتَّى في الجمادِ تؤثر
فبينا العصا فيها وريقُ قضيبها ... إذا هو مشحوذُ الغرارين أبتر
كذا فليكن في شكرِها وصفاتها ... يدٌ بينَ أوصاف النبيين تشكر