وغيداء أما جفنها فمؤنث ... كليلٌ وأما لحظها فمذكَّر
يروقُك جمعُ الحسن في لحظاتها ... على أنه بالجفنِ جمعٌ مكسَّر
من الغيد تحتفّ الظبا بحجابها ... ولكنها كالبدرِ في الماءِ يظهر
يشفّ وراء المشرفيَّة خدها ... كما شفَّ من دون الزجاجة مسْكر
ولا عيبَ فيها غير سحر جفونها ... وأحبب بها سحَّارة حين تسحر
إذا جرّدت من بردها فهي عبلةٌ ... وإن جرَّدت ألحاظها فهيَ عنتر
إذا خطرت في الروض طاب كلاهما ... فلم يذْرِ من أزهى وأشهى وأعطر
خليليّ كم روضٍ نزلت فناءه ... وفيه ربيعٌ للنزيل وجعفر
وفارقته والطَّير صافرةٌ به ... وكم مثلها فارقتها وهي تصفر
إلى أعينٍ بالماءِ نضَّاحة الصفا ... إذا سدَّ منها مِنخرٌ جاش منخرُ
نداماي من خودٍ وراحٍ وقينة ... ثلاث شخوصٍ كاعبات ومعصر
قضيت لبانات الشبيبة والهوى ... وطوَّلت حتَّى آن أنيَ أقصر
وربَّ طموح العزم إدماء جسرة ... يظل بها عزمي على البيدِ يجسر
طوت بذراعي وخدها شقَّة الفلا ... وكفّ الثريا في دجى الليل يشبر
ومد جناحي ظلها آلِقُ الضحى ... فشدت كما شد النعام المنفّر
بصمّ الحصى ترمي الحداة كأنما ... تغارُ على محبوبها حين يُذكر
إذا ما حروف العيس خطَّت بقفرةٍ ... غدت موضع العنوانِ والعيس أسطر
فلله حرفٌ لا ترام كأنها ... لوشك السرى حرف لدى البيد مضمر
تخطت بنا أرض الشآم إلى حمى ... به روضة ريا الجنان ومنبر
إلى حرمِ الأمن المنيع جواره ... إذا ظلت الأصوات بالروعِ تجأر
إلى من هو التبر الخلاصِ لناقدٍ ... غداة الثنا والصفوة المتخير
نبيٌّ أتم الله صورةَ فخرِهِ ... وآدم في فخاره يتصور
نظيم العلى والأفق ما مدَّ طرسهُ ... ولا الزهر إلا والكواكب تنثر
ولا لعصا الجوزاء في الشهبِ آية ... مجرّ النّجى من تحتها يتفجر
نبيٌّ له مجدٌ قديمٌ وسؤددٌ ... صميمٌ وأخبارٌ تجل وتخبر
تحزم جبريلٌ لخدمة وحيه ... وأقبل عيسى بالبشارة يجهر