سخت ومحت شكوى قتادة فاغْتدت ... بها العينُ تجري إذ بها العين تجبر
لعمري لقد سارتْ صفات محمدٍ ... كذاك النجوم الزاهرات تسير
أرى معجز الرسل انْطوى بانْطوائِهم ... ومعجزهُ حتَّى القيامة ينشر
كبير فخار الذكر في الخلقِ كلما ... تلا قارئٌ أو قيلَ الله أكبرُ
هو المرتقي السبع الطباق إلى مدًى ... لجبريل عنهُ موقفٌ متأخِّر
هو الثابت العليا على كلّ مرسلٍ ... بحيثُ له في حضرة القدس محضر
هو المصطفى والمقتفى لا مناره ... يحطّ ولا أنواره تتكوَّر
إليكَ رسولَ اللهِ مدَّت مطالبي ... على أنَّها أضحت على الغور تقصر
خلقتَ شفيعاً للأنامِ مشفعاً ... فرجواك في الدَّارين أجدى وأجدر
ولي حالتا دنيا وأخرى أراهما ... يمرَّان بي في عيشةٍ تتمرَّر
حياةٌ ولكن بين ذلٍّ وغربةٍ ... فلا العزّ يستجلى ولا البين يفتر
وعزمٌ إلى الأخرى يهمّ نهوضه ... ولكنه بالذَّنبِ كالظَّهر مُوقَر
تصبرت في هذا وذاك كأنني ... من العجز والبؤس قتيلٌ مصبر
وها أنا ذا أبلغت عذريَ قاصداً ... وأيقنت أن النجح لا يتعذَّر
عليك صلاةُ الله في كلِّ منزلٍ ... تعبر عنه سرّ الجنان وتعبرُ
وآلك والصحب الذين عليهمُ ... تحلُّ حُبا مدحٍ ويعقد خنصر
بجاهك عند الله أقبلت لائِذاً ... فكثرت حاجاتي وجاهك أكثر
ونظّمت شعري فيك تزهى قصيدةٌ ... على كلِّ ذي بيتٍ من الشعر يعمر
معظّمة المعنى يكرَّر لفظها ... فيحلو نباتيّ الكلام المكرَّر
دنت من صفات الفضل منك وإنها ... لتفضل ما قالته طيُّ وبحترُ
وما ضرَّها إذ كانَ نشر نسيمها ... رخاء إذا ما لم يكنْ فيهِ صرصرُ
وقال في المؤيدات
الخفيف
يوم صحوٍ فاجْعله لي يوم سكرٍ ... وأدر لي كأسيْ رضاب وخمر
واسْقني في منازل مثل خلقي ... بيدَي هاجر يغني بشعري
حبَّذا روضةٌ وظلٌّ ونهرٌ ... كعذارٍ على لمًى فوق ثغر