يعطي ويملينا معاني الثنا ... فالمدح والإرفاد من عنده
حقًّا لقد أنجبتمو يا بني ... شيبانَ في المجدِ وفي وُلده
منسبٌ غرٌّ لها رونقٌ ... أبصرت عقد الدُّر في نضده
أواخر نمّ بها أولٌ ... ومجمع لم يغن عنْ فرده
كما تلى التنزيل مستقبل المح ... راب والإتمام في حمده
سجاهُ حبّ العفوِ حتَّى لقد ... كادَ الفتى يذنب عن عمده
ومرَّ في المجدِ إلى غايةٍ ... ما حظّ حاكيها سوى كدّه
ذو قلم يجني الغنى والقنا ... من سمِّه الجاري ومن شهده
يقدحُ في أفقِ العلى زنده ... وليسَ من يقدح في زنده
يا سيِّداً إن أشكُ دهراً له ... كأنَّما أشكو أذى عبده
ماذا جنى بعدكَ من صرفهِ ... لنازح أوحشَ من فقده
حتَّى إذا هبَّ نسيمُ اللقا ... قام الرَّجا يستنّ من لحده
أهلاً بفيَّاضِ الندى لم يقلْ ... مادحه أحسن من ضده
ألهى قريضي عن غزالِ النقا ... تغزُّلاً فيهِ وعن هنده
فلم أصفْ من طاحَ من أجلها ... وأجله قلبيَ في وجده
أغيد ذو ردف وخصر فكم ... في غورهِ أصبو وفي نجده
يجرحُ أجفاني وأرنو لهُ ... كأنَّني أقتصُّ من خده
يا ليته بالجفا لي موعداً ... لأنَّه يكذِبُ في وعده
وغادة مذ عقدت صدغها ... ما خرجَ العاشقُ عن عقده
كأنَّا إذا خضبت غيَّبت ... في دمعِي الكفّ إلى زنده
دعْ ذا وعدْ للقولِ في معشرٍ ... غرٍّ وفي غيرهم عده
لولا بنو العطَّارِ لم يتنشق ... عرف ندى يربو على نده
لا توحش العلياء من نسلهم ... ولا ترى الشنعاء من فقده
يكاد سفرٌ ضمَّ أخبارهم ... من طربٍ يخرجُ من جلده