وقال في الشهاب محمود
البسيط
في الرِّيق سكرٌ وفي الأصداغِ تجعيد ... هذي المدام وهاتيكَ العناقيد
الرَّاح ريقهُ من أهوى ولا عجبٌ ... إن راحَ وهو على العشَّاق عربيد
تأتي على أبلق ألحاظ مقلته ... فهنَّ بيضٌ وفي أحشائنا سود
ما أعجب الحبّ يلقاني بسفك دمي ... على النقا وهو محبوبٌ ومودود
كأنَّه صنمٌ في الحبّ متبعٌ ... هذا وما فيه إلاَّ القلب جلمود
ظلّ الذوائب ممدودٌ بقامته ... للناظرين وطلع الثغر منضود
كأن تلك اللآلي في مقبله ... ممَّا ينظم في القرطاسِ محمود
النافث السحر ألفاظاً محللةً ... وكلُّ لفظٍ بليغ عنهُ معقود
والمقتفي أمدَ العلياء في طرقٍ ... طرف البروق بها تعبان مكدود
له إلى السبقِ تقريبٌ يفوت بهِ ... وفي مداه على الباغين تبعيد
تفرَّدت بمعانيه براعته ... فاعجب لغصن له كالورق تغريد
ناهيكَ سهماً تسميه الورى قلماً ... لهُ إلى غرَضِ العلياء تسديد
حروفه مع ورقِ الدَّوح ساجعةٌ ... وغيرها مع دودِ القزِّ معدود
تصيَّد الملكُ أنواع البديع بهِ ... إن الملوكَ على عِلاَّتها صيد
في كفِّ يقظان لا في القولِ ممتنع ... إذا أراد ولا في الفكر ترديد
له على الرأيِ تنقيبٌ ومطلعٌ ... وفي المقاصدِ تصويب وتصعيد
يا سيِّداً لمواليه وقاصده ... في الود عطف وفي الإحسانِ توكيد
ناشدْتكَ الله في ودٍّ عنيت به ... شطراً من العمرِ لا يألوه مجهود
راجعْ يقينكَ في ودِّي ودع عصباً ... لرأيهم في اقترابي منك تبعيد
وارددْ مقالَ عداةٍ لا اعتبارَ به ... إنَّ الرَّديء على أهليهِ مردود
لهم بذكرِي أضغانٌ مناقضةٌ ... في القلبِ وقدٌ وفي التحريش تبريد
حاشا ثباتك من لإيلامِ قلب فتًى ... ما فيهِ إلاَّ موالاةٌ وتوحيد
لي من مبادئ عمرِي فيكَ فرط ولا ... فمُ المصائب عن ذكراه مسدود
فهل أضلُّ وجنح الشيب متَّضحٌ ... بعد الرشاد وليلاتُ الصبى سود