عزم فتى صورة إخلاصه ... في البرِّ قد أفضت إلى حمده

ما ضرَّ ركباً كانَ بدراً له ... أن لا يراعي النجم في قصده

كأنَّني أبصرُ بين الفلا ... حماهُ يستدعي إلى رفده

مخيماً تنثر ألطافهُ ... نثرَ سقيطِ الوبلِ من عقده

يستمسك العافي بأطنابه ... فليسَ يحتاجُ إلى وُده

وماجدٌ حثَّ ركاب السرى ... حثّ الرجا الساري إلى قصده

أهلة تحمل بدر العلى ... لله ما تحملُ من مجده

هوادِج تحملُها من سرى ... فواقع الآل على مدّه

حتَّى قضيت النسك من بعدِ ما ... قضيت نسك الجود في وفده

يرنو إليك الحجر المجتلى ... يا أيُّها العين بمسوده

أعظمْ به من حجرٍ للهدى ... كأنَّه خالٌ على خده

هذا وفي جلق وجد عشت ... طوارق الحزن إلى وُقده

هانَ حماها منذ فارقته ... ما أهون الغاب بلا أسده

ومزَّق الروض بها كلّ ما ... حاكت خيوط الودق من برده

شرقاً إلى مرتحل أقسمت ... لا تبسم الأزهار من بعده

حتَّى إذا عادَ إلى صرحِها ... قامَ له الغصنُ على قدّه

وأقبلت تلثم آثارَه ... تلكَ الشفاه الحمر عن ورده

أبلج ما ردَّ إليها الحيا ... إلاَّ بشمِّ الآس في رده

ليثٌ وغيثٌ في سطاً أو لهاً ... فاحْذَره يا طالب واستجده

يروقُ مثل السيف في صفحه ... وربَّما راعكَ في حده

فالأمن كلّ الأمن في لينه ... والخوف كل الخوف في شده

مهابة الزهد وعزّ التقى ... قد كفيا الواحد في جنده

تغفيه في الليلِ سهام الدجى ... وأنصل الأدمعِ عن حشده

لا يطمع الطالبُ في شأوِهِ ... وإنَّما يطمعُ في رفده

رفد أرادَ الغيثُ تشبيهه ... فعُد ذاك الفعل من برده

طور بواسطة نورين ميديا © 2015