ليس فيه عيبٌ يعدُّ سوى أنَّ ... أياديهِ تجعلُ الحرَّ عبدا
يمَّم الشام بعد إقتار وقت ... لم تجد فيه للمناجح قصدا
كم بعثنا إلى الدواوين طرساً ... خائباً كاده الزمان فكدا
طال تردَادُهُ إلى القومِ حتَّى ... لو بعثناه وحدَه لَتَهدَّى
فغدا الآنَ ذلك العسرُ يسراً ... بحقيقٍ وذلكَ المنعُ رِفدا
وسرى المال من شآمٍ ومصرٍ ... كعمومِ السحابِ قرباً وبعدا
عزماتُ تحفها بركاتٌ ... مثلها منه للممالكِ تهدى
ويراعٌ من حدِّه ونداه ... كادَ بينَ السيوف أن يتحدَّى
قلمٌ أخضرُ المرابع لا غرْ ... وَإذا كانَ عيش راجيه رغدا
حملته أيدي الوزير فخلنا ... بارِقاً في سحابةٍ قد تبدَّى
يا وزيراً يهدي الثناءَ سناه ... ولهاه إلى المقاصدِ تهدى
شكرَتك الرُّواةُ عنِّي بعزِّ ... قاطعات السرى آكاماً ووهدا
ذاكراتٌ جميلَ صنعك عندِي ... بقوافٍ بها الركائب تحدى
سائرات في الأفقِ بين الجواري ... والجواري في حسنها كالعبدا
كلُّ معنًى كالنجمِ أو كلّ بيتٍ ... هو أهدى في الأفقِ من أن يهدى
هاكها تخلد الثنا بمعانٍ ... تتركُ الضدّ بالأشعَّة خلدا
هكذا ينبتُ الصنيعُ نباتاً ... وكذا تحصد المعادي حصدا
عشْ بظلِّ الحبا وأنت المرجى ... وتبيدُ العدى وأنت المفدَّى
ملئَ البيتُ من يديك نوالاً ... فملأنا أبيات مدحك حمدا
وقال بدرية في ابن العطار وتهنئة بالقدوم من الحجاز
السريع
قدمت كالسيف إلى غمدهِ ... واليمنُ موقوف على حدِّه
قد أثرت فيك ليالي السرى ... ما أثر السيف بإفرنده
وعدت مشكور الثنا والسنا ... كذاك عودُ البدرِ في سعده
لله ما أسعدها طلعةً ... يجيبها الوابل من مهده
نعم وما أيمنها عزمة ... سلَّمها الرَّأي إلى رشده