كيراعِ الوزيرِ جوداً وبأساً ... حين تذكو في الحالتين وتندى

الوزير الذي نهى الخطب عنا ... فتعدَّى عنا ولم يتعدى

يتقي جانب التقيّ وتخشى الإن ... سُ والجن من سليمان حدا

أوفر العالمين عزًّا وعزماً ... وهو أوفى العباد نسكاً وزهدا

طالع يجتلي به الملكُ بدراً ... ووقور يحبه الملك أُحدا

ومهيبٌ لو يلمح الدّمَ لم يخ ... رج من العرق حين يفصد فصدا

وحليمٌ قد راقه الحلم حتى ... كاد مخطي الذنوب يذنب عمدا

وجواد لو رام فيض الغوادي ... أن يحاكيه عُدّ ذلك فردا

ورئيس كما تريد المعالي ... لا كمن آده المسيرُ فردَّا

وبليغ تنضد المدح فيه ... وهو أبهى منه وأنضر نهدا

يرتجى سيبه ويخشى ذكاه ... فيرجى نقداً ويحذَرُ نقدا

خطبته وزارةٌ وجدته ... في اكتساب العلى أجدَّ وأجدى

ورأت صَلْصَلاً بفضل علاه ... شهدت في الورى صحابٌ وأعدا

ولعمري لقد دعته وزيراً ... منتهى معشرٍ لعلياهُ مبدا

فكفى الجانبين مصراً وشاماً ... وأفاض العينينِ عدلاً ورِفدا

ومشى في الورى على نهج حقٍّ ... مستبين الهدى وساد وأسدى

وارتدى فيهم رداءً من الع ... زِّ وأما حسودُه فترَدَّى

أيها الحاسد المعذب فيه ... جئت شيئاً من الشقاوَة إدَّا

كيف ناوَيت سيداً كلما زا ... دَ عِداةً يزيده الله مجدا

إن يكن في العفاة ابسط كفًّا ... فهو في المكرماتِ أبسط زندا

خاف خلاَّقه فخيف إلى أن ... ضمَّ من عدلهِ ظباءً وأسدا

وأبادَ الطغاةَ بأساً ورعباً ... وأعاد الجميل فينا وأبدَى

واحداً في مراتبِ الفضلِ تلقى ... حول أبوبهِ من الخلقِ جندا

يرحم الجمع دون مغناه جمعاً ... مستميراً ويتبع الرفد رفدا

ما ثنى الجاهَ عن ذليلٍ ولا أع ... طى لذي حاجةٍ عطاء وأكدى

مسعد الرأيِ ذابحٌ للأعادِي ... فهو مهما خبرتهُ كانَ سعدا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015