ولا خبرٌ في الحلمِ والعلمِ والثنا ... تجاه الورَى إلاَّ وذكرك مبتدَا
فعشْ للعلى تاجاً يليق بمثلهِ ... فريد الثنا ممَّن أجادَ منضَّدا
تردُّ الرَّدى عنكَ المحبُّون فدية ... تكون لهم في التربِ مجداً مؤيَّدا
ولا أرْتضي موت العداةِ فإنهم ... ببقياك في عيشٍ أمرُّ من الردى
وقال شهابية في ابن فضل الله
الطويل
فدًى لكَ مسلوب الرقاد شريده ... يعاودهُ برْح الأسى ويعوده
إذا ما ذكا في فحمةِ الليلِ بارقٌ ... تبينَ في الأحشاءِ أين وَقوده
وإن نظمت ريح الصبا عقد حزْنه ... تناثر من سلك الجفون فريده
وإن ألقتْ الوُرْقُ السواجعُ درسها ... أعادَ الأسى بين الضلوع معيده
بروحيَ من أعطافَهُ وعذارُهُ ... هي القصد لا بانُ الحمى وزرُ وده
ومن شيبت عشاقه زمن الصبى ... شوائبُ عشقٍ لا ينادى وليده
محا رسم مغناه الغمام وما محا ... لدمعيَ رسماً لا يزال يجوده
ورُبَّ مدامٍ ثغرُه وحبابها ... سواءٌ ولفظي والبكا وعقوده
شربت على وردِ الرُّبى وهو خدّه ... وإلاَّ على سوسانها وهو جيده
ونبهت عيداني بنوحٍ على الدّجى ... وما ناحَ قمريٌّ ولا ماسَ عوده
سروراً بإقبالِ الزمانِ وحبَّذا ... سرورُ زمانٍ محكمات سعوده
وقد رقمت وشيَ الرّبى أبرُ الحيا ... وجرَّت على وادِي دمشق برُوده
وعادت وكانَ العودُ أحمدَ دولةٌ ... لها النصرُ إرثٌ زاكيات شهوده
يهزُّ ابن فضلِ الله بيض قواضبٍ ... إذا هي هزَّت في المهارِقِ سوده
يؤَازِرُ ربّ الملك ربّ كتابةٍ ... كأنَّ طروس الخط منها جنوده
ويجري بأمرِ الملك سودَ يراعهِ ... فيا حبَّذا ساداتنا وعبيده
وتبسم أرجاء الثغورِ مسرةً ... بأبلج لا تعبان إلاَّ حسوده
سعيد مساعٍ أو سعيد مناسبٍ ... فقد سعدت في كلِّ حالٍ جدوده