وما تخرج الأحكام عنكم لغيركم ... فسيَّان من قد غاب منكم ومن بدا
فلو وكفانا الله وُليَ غيركم ... لما راح في شيء يجيد ولا غدا
وما الشام إلاَّ معلم قد ملأته ... بعدلك أحكاماً وعلمك مقتدى
حكمت بعدلٍ لم تدعْ فيه ظالماً ... وصلت بعلمٍ لم تدعْ فيه ملحدا
وجدت إلى أن لم تدعْ فيهِ مقتراً ... وسدت إلى أن لم تذَر فيه سيدا
وأعطيت في شرخ الصبا كلّ سؤدد ... إلى أن ظننَّا أنَّ في المشيب أسودا
يقولُ ثناء الخرْرَجيّ وقومه ... لعمرك ما سادت بنو قيلةٍ سدا
ولا عيبَ في أثناء عيبة يلتقي ... سوى سؤدد يضني وشاةً وحسدا
فدونكها علياء فيكم تردَّدت ... وعزم اختيارٍ فيكُم ما تردَّدا
وهنئتها أو هنئت خلعاً إذا ... أضاءَت فمن أطواقها مطلعُ الهدى
وإن أزهرت بيضاً وخضراً رياضها ... وفاحت ففي أكمامها سحب الندى
إذا ابن عليّ سار في الشعرِ ذكره ... فقل حسناً زكَّى قصيداً ومقصدا
جواداً أتينا طالباً بعد طالب ... فهذا اجْتذى منه وهذا به اقْتدى
مسافرة أموالهُ لعفاتهِ ... كأنَّ الثنا حادٍ بأظعانها حدا
له في العلى بابٌ صحيحٌ مجرَّبٌ ... لعافٍ رجا خيراً وعادٍ قد اعتدى
فللهِ ما أشقى الحسود بعيشةٍ ... لديه وما أهنى الفقير وأسعدا
وكم قابلت رجوايَ حالاً حسبته ... فضاعف لي ذاك الحساب وعدَّدا
وكم نقدةٍ من تبره ولجينه ... تخِذْتُ لديها كالنجم مرصدا
رأيتُ بنقديهِ بياضاً وحمرةً ... فقلتُ ليَ البشرى اجتماعٌ توَلدا
وسدت على نجل الحسين بمدحِ من ... سأثقلُ أفراسي بنعماه عسجدا
أأندى الورى كفاه وجهة ذي حيا ... على أنَّه أجدى وجاد وجوَّدا
أغارَ على حالي الزمانُ بعسفه ... ولكن ندى كفَّيك في الحال أنجدا
وما كنتُ أبغي في المعيشةِ مرفقاً ... فكم من يدٍ في الجودِ اتبعتها يدا
حلفتُ بمن أنشا بنانك والحيا ... لقد جدت حتى المجتدِي بك يجتدى
ومن قطع الأطماع من كلّ حاسدٍ ... لقد زدت حتَّى ما يكون محسدا