أيا ملكاً ندعوه للسلمِ والوغى ... وللدين والدّنيا وللجدِّ والجدا
أيا سالكَ التقوى طريقاً منيرةً ... ويا بانيَ المعروف حصناً مشيدا
ويا واضعاً في كفهِ السيف لم يضر ... علاه بوضع السيف في موضع الندى
على أبركِ الأوقاتِ تسري لمقصدٍ ... وترجع موفور العلى متزيدا
عوائدُ لطفِ الله فيكَ جميلةٌ ... فلا تدفع الرجوى ولا تحذر العدى
فكم سرتَ محمودَ المسيرِ مهنأً ... وعدتَ فكان العودُ أهنى وأحمدا
وقال تاجية سبكية
الطويل
أناعسةَ الأجفانِ أسهرتِ مكمدا ... عسى تكحلي عينيه بالخصر مرودا
فيا حبَّذا للخصر مرود عسجدٍ ... جعلت عليه للذَّوائب إثمدا
لئن فهمت عيناكِ حالي معرّباً ... لقد سلَّ منها الجفن سيفاً مهنَّدا
وإن كان فيك الحسن أصبح كاملاً ... لقد أصبح اللاّحي عليك مبرَّدا
وإن كنت مع شيبي خليعَ صبابةٍ ... فيا رُبَّ يومٍ من لقاكِ تجدّدا
ويا رُبّ ليلٍ فيه عانقت كاعباً ... تذكر صدري نهدَها فتنهدا
وقيَّدني إحسانها بذوائبٍ ... ومن وجد الإحسان قيداً تقيدا
فيا ليتها عندي أتمت جميلها ... فتكتب في قيدي عليه مخلدا
زمان الصبى يا لهفَ حيران بعده ... يظلّ على اللذاتِ في مصر مبعدا
ولو عاودت ذاكَ الشقيّ شبيبةٌ ... لعاودَ ذياكَ النعيم وأزيدا
وأشهى إليه من رجوع شبابه ... رجوعكَ يا قاضي القضاةِ مؤيدا
بدأت بحكمٍ وقت الخلق حمدَه ... وعدْت فكان العودُ أوفى وأحمدا
وكان سرور اليوم في مصر قد فشا ... فكيفَ وقد أنشأت أضعافه غدا
ولم أنس من دار السعادة صحبة ... مباركةَ الاثنينِ تطلع أوحدا
مدائح لما كان ممدوح مثلها ... تراه البرايا مفرداً كنتُ مفردا
أجيدٌ ويجدي عادتينا وإنما ... لكل امرئٍ من دهره ما تعودا
فدتكم بني السبكيّ خلقٌ رفعتمو ... فلا أحد إلا إذاً لكم الفداْ
ولا أحدٌ إلا خصصْتم برفدِكم ... فلا فرق ما بين الأحبَّة والعدى