وقدَّمت آباءً ونسلاً فكيف لي ... بباقيةٍ والأصلُ والفرعُ قد غدا

وفاضَ وليٌّ من دموعي فعله ... يكونُ وليًّا للإنابةِ مرشدا

بروحي إناساً قبلنا قد تقدموا ... ونادوا بنا لو أننا نسمع النِّدا

وسارت بهم سيرَ المطيّ نعوشهم ... وبعض أنين القادمين لهم حدا

وأمسوا على البيداء ينتظروننا ... إلى سفرٍ يقضي بأن نتزوَّدا

فريدون في أجداثهم بفعالهم ... وكم منهمُ من ساقَ جنداً مجنَّدا

تساوَوْا عِدًى تحت الثرى وأحبةً ... فلا فرق ما بين الأحبة والعدى

سل الدهرَ هل أعفى من الموت شائباً ... غداةَ أدارَ الكأس أم ردّ أمردا

وهل أبقت الأيامُ للعلم والعلى ... وبذل الندى ذاكَ المليكَ المؤيدا

وهل تركت للسؤدد ابن عليّه ... وهل قبلت منا الفِدى لأبي الفِدا

غياث الورى يومي رجاً ومخافةً ... شهاب العلى نجم الهدى كوكب الندى

ألا في سبيل الله نصل عزائم ... وعلم غدا في باطن الأرضِ مغمدا

على الرّغمِ منا أنْ خبا منه رونقٌ ... وجاوَبنا من حولِ تربتهِ الصّدى

غنينا زماناً في ظلالِ نواله ... فلله ما أغنى زماناً وأرْغدا

نزورُ حمًى ما لامسَ الخطبُ جارَه ... ونجني عطاً ما رَدَّ من لامسٍ يدا

ونمدح معتاد المديح وإنما ... لكل امرئٍ من دهره ما تعودا

إلى أن قضى الدنيا سعيداً مؤملاً ... وعاد إلى الأخرى شهيداً ممجدا

وخلّف إسماعيل أركانَ بيته ... مؤسسةً يدعو إليها محمدا

مليكٌ حوى في الملكِ أفضل وصفه ... فيا حبَّذا نعتاً ونفساً ومحتدا

له همةٌ توَّاقةٌ شادَويةٌ ... إذا صعدت تاقت لأشرف مصعدا

إذا بلغت في الملك دار نعيمه ... أبى عزمه إلا النعيم مخلَّدا

فكم هاجدٍ تحت الثرى ومحمدٌ ... أخو الملك أمسى ساهداً متهجدا

تزَهَّد حيثُ العمرُ والملكُ مقبلٌ ... وقد قلّ من لاقاهما متزهدا

فديناهُ مهدياً لحالٍ رشيدةٍ ... وقلّ لذاك الفضل بالأنفسِ الفدى

رعى ليَ في الملكِ المؤيد ذمةً ... ولم ينس لي فيه قصيداً ومقصدا

وأشهدني عهدَ الشهيدِ بأنعمٍ ... أبى عطفها أن لا يكون مؤكدا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015