له عزمات في العلى شادَوِّيةٌ ... لها أبداً من كلِّ عزمٍ سديدُه
فما همّها إلا ضعيفٌ تسوسه ... بفضل نداها أو قويٌّ تسوده
مقسمةٌ أقلامهُ وسيوفهُ ... لنعماءَ يبديها وطاغٍ يبيده
عزيزٌ على الساعي مداه وهذه ... مهابته عصر الشباب وجوده
إذا كان حربٌ فهو سفَّاحُ يومه ... وإن كانَ رأيٌ غامضٌ فرَشيدُه
يرَجّيه من بحر القريض سريعه ... فيلقاه من بحرِ النوالِ مدِيدُه
يساويه في حق العلى متشبهٌ ... إذا ما تساوى سبطُه ويزيدُه
ويسمى سعيداً دهرُه ومباركاً ... فصحَّ لنا أنَّ الدُّهورَ عبيده
تسوق إليه كلّ سعدٍ يشاؤه ... وتخدمه في كلِّ أمرٍ يريده
فلو أننا في يوم قصد جنابه ... سألنا شباب العمر كادَ يعيده
فلو أنَّ أقمارَ السماء تحجبت ... لأغنى سراةَ الليل عنها وُجودُه
ولو أنه لم يحشدِ الجيشَ للوغى ... كفتهُ سطاهُ أن يجرَّ حسودُه
ألا إنَّ سلطانَ المعالي محمداً ... لمشكورُ سعي المكرماتِ حميدُه
فليتَ عمادَ الدّين يبصرُ نسله ... وقد جلّ مسعاهُ وزادَ عديدُه
وما هو إلاَّ بيتُ ملكٍ منظمٍ ... فمن أجلِ ذا أيامه تستعيدُه
أأزكى الورَى نفساً وأكرم معشراً ... وأمكنهم من سؤدَدٍ تستجيدُه
بكم غنيتْ حالي عن الناس وازدهى ... نظامُ كلامي فيكمو وفريده
فما الدّرّ إلاَّ دونَ نظمٍ أنصه ... وما القصر إلاَّ دونَ بيتٍ أشيده
وقال فيه وقد تزهد
الطويل
إليكَ مديرَ الكأسِ عنيَ إنني ... رأيت دموع الخوف تقطع للصدى
وإياك باللمياء يشرقُ خدَّها ... فإنيَ لم آنس على ناره هدى
نزعتُ فلا الساقي لديّ براكعٍ ... وليستْ أباريقُ المدامةِ سجدا
وما أنا بالساعي لمحراب طرَّةٍ ... على طلعةٍ كانت لعشقيَ مشهدا
كفى ما استبنت اليوم لي من جرائمٍ ... إذا لم أبدِّلها فيا خجلي غدا
إلهيَ قد مدَّ الرجا يدَ قاصدٍ ... وَجودُكَ أولى أن تبلغه يدا