وعيشي مأمون الطباق الذي أرى ... فلا الشعرُ مبيضٌّ ولا الحال مسودُّ
زمان تولى بالشبيبةِ وانقضى ... وفي فيَّ طعمٌ من مجاجته بعدُ
يزولُ وما زالتْ مذاقته الصبى ... ويبلى وما تبلى روائحه البُردُ
له أبداً مني التذكر والأسى ... وللأفضل الملكِ القصائدُ والقصدُ
بكم آلَ أيوبٍ غنينا عن الورى ... فلم نجدِ الأمداحَ فيهم ولم يجدوا
أتينا لمغناكم تجاراً وإنما ... بضائعنا الآمالُ تعرضُ والحمدُ
فنفَّقتمُ سوق الثنا بضنائع ... معجّلة للوفد من سبقها وفدُ
ورِشتمْ جناح الآملين وطوّقت ... رقابٌ بنعماكم فلا غرْوَ أن تشدو
سقى تربةَ الملك المؤيد وابلٌ ... وفيٌّ على عهد المعالي له عهد
لقد صدقتنا في الزمانِ وعودُهُ ... وشيمةُ إسماعيل أن يصدق الوعد
وولى وقد أوصى بنا الملك الذي ... أبرّ على جمع العلى شخصه الفرد
فما لبني أيُّوبَ ندٌّ من الورى ... وما في بني أيوبَ عندي له ندّ
مليكٌ له في الملك أصلٌ ومكسبٌ ... وحظّ فنعم الجدّ والجدُّ والجدّ
حوته العلى قبل الحجورِ وهزَّهُ ... حديث الثنا من قبل ما هزَّه المهد
وغذَّته للعلياء قبلَ لبانهِ ... لباناً لها من مثله مخضَ الزُّبدُ
فجاءَ كما ترضى السيادةُ والعلى ... وحيداً على أبوابه للورى حشدُ
رعى خلقه ربُّ العبادِ وخُلقه ... فحسَّنَ ما يخفى لديه وما يبدو
ألم ترني يمَّمتُ كعبة بيتهِ ... لحجِّ ولائي لا سُواعٌ ولا ودُّ
علقتُ بحبلٍ من حبالِ محمدٍ ... أمنتُ به من طارقِ الدهر أنْ يعدو
ويممت مغناه بركب مدائح ... يسيل بها غوْرٌ ويطفو بها نجد
من اللاءِ أجدى كُثرُها فتكاثرت ... لديّ بها الأتباعُ والأصلُ والولدُ
وأعجبني المرعى الخصيب ببابه ... فحالي به الأهنى وعيشي به الرَّغدُ
أيا ملكاً لولا حماهُ وجودُهُ ... لما ملح المرعى ولا عذُبَ الوِرْدُ
تجمّع في علياك كلّ مفرَّق ... من الوصف حتى الضدّ يظهره الضدُّ
فقربك والعليا وحلمك والسطا ... وحزمك والجدوى وملكك والزهد
وعنك استفاد الناسُ مدحاً بمثله ... على الشب يشدو أو على الركب إذ يحدو