فدونكها مني على البعد غادةً ... يظل عبيداً وهو من خلفها عبدُ
على أنها تحتك منك بناقدٍ ... يرجى له نقدٌ ويخشى له نقد
عريق العلى ألفاظهُ كدُروعهِ ... غدا والوغى والسلم يحكمه سرْد
حمى الله من ريبِ الحوادثِ ملكهُ ... ولا زال للأقدارِ من حوله جند
هو الكافل الدنيا بأنعمهِ فما ... يحسّ لمفقودٍ بأيامه فقد
وإني وإنْ أخرتُ سعياً لأرتجي ... عوائد من نعماه تسعى بها البرد
إذا المرء لم يشدد إلى الغيث رحله ... أتى نحو مغناه حيا الغيث يشتدُّ
وما أنا إلا العبدُ ما في رجائه ... ولا ظنّهِ عيبٌ ولا يمكنُ الردُّ
وقال يمدحه أيضاً
السريع
مسلسل الدمع أسير الفؤاد ... يهيم بالتذكار في ألف واد
مجتهد الأوقات في حبكم ... وهو مع الواشي بكم في جهاد
ما عقد الليل لأجفانه ... هدباً ولا حل عقودَ الوداد
يا عاذلي فات حديث الأسى ... فما حديث العذل بالمستفاد
دع أدمعي بالجود فياضةً ... فالسابقُ السابقُ منها الجواد
ربّ ليالٍ لو بلغت المنى ... فديتها من ناظري بالسواد
مضت بلذاتيَ واستخلفت ... ليالياً ألبسها كالحداد
إن يغدُ رأسي أشهباً بعد ما ... باد الصبى فالعذر كالصبح باد
مات الصبى واحترقت مهجتي ... ففوق رأسي قد نثرت الرماد
مقسم الأحشاءِ ين الأسى ... كأنعم الأفضل بين العباد
الملك العابد نام الورى ... بعدله وهو كثير السهاد
ذو الجود في عسر ويسر ومن ... مثل ذوي التجريب في كل ناد
والهيبة العظمى التي أصلحت ... بذكرها السائر أهل الفساد
من اتقى الله اتقت بأسه ... كواسر الأفق وغلبُ الوهاد
بينَ كتاب ومصلى إذا ... أمسى سواه بين كأسٍ وشاد
قد ساد من قبل الصبى سابقاً ... قولهم السؤدد قبل السواد