شرَّفت شعري ذاكراً وأنرته ... حتى كأنَّ بكلِّ حرفٍ فرْقدا
فلأهدينَّ فريدةً لممدّح ... أضحى بنيل نداه شعري مفردا
حسب ابن شادٍ أن يراني للثنا ... عبداً وحسبي أن أراهُ سيدا
وقال يمدح الأفضل
الطويل
صدودُكِ يا لمياء عني ولا البعدُ ... إذا لم يكنْ من واحدٍ منهما بدّ
بروحيَ من لمياءَ عطفٌ إذا زها ... على الغصن قال الغصن ما أنا والقدّ
وعنقٌ قد استحسنتُ دمعي لأجلها ... وفي العُنقِ الحسناء يستحسن العقد
من العُرب إلا أنَّ بين جفونها ... أحدّ شبا مما يجرّده الهند
على مثلها يعصى العذولُ وإنما ... يطاعُ على أمثالها الشوق والوجد
عزيزٌ على العذال عني صرفها ... وللقلب في دينارِ وجنتها نقد
أعذَّالنا مهلاً فقد بان حمقكم ... وقد زاد حتى ما لحمقكُم حد
وقلتم قبيحٌ عندنا العشق بالفتى ... ومن أنتُم حتى يكون لكم عندُ
سمحتُ بروحي للحسان فما لكم ... وما لي وما هذا التعسف والجهد
وثغرٌ يتيم الدّرّ سلّمَ مهجتي ... فأتلفها من قبل ما ثبت الرّشد
هو البرَد الأشهى لغلة هائمٍ ... أو الطلعُ أو نورُ الأقاحي أو الشهد
ومرشفه المنّ الذي لا يشو به ... سلوّي أو الرَّاحُ الشمولُ أو النهد
عهدت الليالي حلوةً بارتشافهِ ... وهنَّ الليالي لا يدوم لها عهد
فلا ابتسم البرق الذي كان بالحمى ... غداةَ تفرّقنا ولا قهقهه الرَّعد
تولت شموس الحيّ عنه ففي العلى ... سناها وفي أكباد عشاقها الوقد
وكم ذابحٍ للصبِّ يومَ تحملوا ... بأخبيةٍ غنى بها للسرى سعد
فيا قلبُ جهداً في التحرق بعدهم ... وهذا لعمري جهدُ منْ لا له جهدُ
ويا دمعُ فضْ وجداً بذكر خدودهم ... فإنكَ ماءُ الوردِ إن ذهب الوَرْد
رعى الله دهراً كنت فارسَ لهوه ... أروح إلى وصلِ الأحبةِ أو أغدو
جوادي من الكاسات في حلبة الهنا ... كميتٌ وإلاّ من صدور المها نهد
وفي عضدي بدر الجمال موسدٌ ... وقد قدِحت للرَّاح في خدهِ زندُ