وجاد بكَ الدهرُ البخيلُ وطالما ... تدفَّقَ عذبُ الماء من قلب جلمد
فيا ليت قومي يعلمون بأنني ... تعجلت من نعماك أضعاف مقصدي
وجملت فيك الشعر حتى نظمتهُ ... فما البيتُ إلا مثل قصرٍ مشيدِ
وأخملت أرباب القريض كأنني ... أدرتُ على أسماعهم كأس مرقدِ
فلا زلت مخدوم المقامِ مخلداً ... ومن يكتسب هذا الثناءَ يخلد
شكرتك حتى لم تدعْ ليَ لفظةً ... وكدت بأن أشكوكَ في كل مشهد
لأنك قد أوهنت جهدي باللهى ... وأنسيتني أهلي وأكثرتَ حسَّدي
وقال فيه أيضاً
الكامل
تحلو الثغور بذكرك المتردد ... حتى أهمّ بلثم ثغر مفندي
وأراك تتهمني بصبرٍ لم يكن ... يا متهمي هلاّ وصالك منجدي
آهاً لمقلتك الكحيلة إنها ... نهبت سويدا كلّ قلب مكمد
تلك التي للسكر فيها حانة ... قالت لحسنكَ في الخلائق عرْبد
دعجاء ساحرة لأن لحاظها ... تفري جوانحنا بسيف مغمد
حظي من الدنيا هواي بجفنها ... يا شقوتي منها بحظ أسود
عجباً لوجهك وهو أبهى كوكب ... كم ذا يحار عليه قلب المهتدي
من لي بيوم من وصالك ممكن ... ولو أنه يوم الحمام بلا غد
ولخدك القاضي بمنع زكاته ... عني وقد أثرت يداه بعسجد
رفقاً بناظريَ الجريح فقد جرى ... ما قد كفى من غيرة وتسهد
وحشاشة لم يبق فيها للأسى ... والهمّ إلا نبذة وكأنْ قد
هذي يدي في الحب إنك قاتلي ... طوع الغرام وإن حسنك لا يدي
لو كان غير الحب كان مؤيداً ... بمقام منصور اللقاء مؤيد
ملك تصدى للوفود بمنزلِ ... يروى بلثم ترابه قلب الصدي
متنوع الآلاء أغنى بالندى ... وسطاً فكيف المعتفي والمعتدي
وسرت لُهاه لكل قاطن منزل ... سرْيَ الخيال إلى جفون الهجد