رعى الله أيامَ المؤيد إنها ... أحقّ وأولى بالثناءِ المؤيد
حمت وهمت فالناسُ ما بين هاجدٍ ... أماناً وداعٍ في الدّجى متهجد
وما عرفتْ يومي ندًى وشجاعة ... بأخلاقِ موعودٍ ولا متوَعد
ورُبَّ وغًى موهي السوابغَ حرّها ... ويتركُ أعطافَ الحسامِ كمبرد
تيممها الملكُ المؤيدُ وادِعاً ... تيممَ منصورِ اللواء مطوَّد
جلت بمساويك الرِّماح جيوشه ... خلوفَ العدَى من كلّ ثغرٍ ممهد
وصلت بأوطانِ الشهادةِ بيضهمْ ... تماماً كأنَّ البيضَ زُوَّارُ مشهد
تقوم بأيديهم وتركعُ في الطلا ... وتسجدُ في بطن الجوادِ المزَرَّد
دَعِ المبتغي نحو الأكارم شافعاً ... وجئهُ فقيراً بالرَّجاءِ المجرَّد
هنالكَ تلقى نعمةً إثرَ نعمةٍ ... لداعي الندى مثل النداء المؤكد
ومبيضّ آثارِ الصنائع أحمدت ... مناقبه أيام كلّ مسود
إذا شامَ رأياً في الملمات كفها ... بأفتك من صرف الزمان وأكيد
وإن طلب الأعداء راع جيادهم ... فذو السبق في تمحيله كالمقيد
وخلفهم تبكي على الجسد الطلا ... بكاءَ لبيدٍ يوم فرقة أربدِ
وقصرَ عن هيجائه شعرُ مادحٍ ... فأصغى إلى مدح الوشيج المقصد
وحدَّثنا يومَ الفخار جبينه ... أحاديث صدق عن طهارة محتد
ولولا تكاليف العلى وشجونها ... لما كان فيها مرصدٌ فوق مرصد
ليهنكَ وِدّ الناصرِ الملك إنهُ ... دليلٌ على وصل الهنا المتودّد
أخذْتَ به من كلّ ريبٍ براءَةً ... فيالك من أنفالِ رأي مسدَّد
وقطَّعت أسباب الحوادثِ بعدما ... علقتَ بحبل من حبال محمد
وهزَّك غصناً في مهمات ملكه ... فصان بمسلول وزانَ بمعمد
وما زالت للألقاب في الفضل صالحاً ... تشرّفها ما بين مثنى وموحد
كأني بأوطان العراق وقد عنتْ ... لشام وأقصى شرقها وكأن قد
ولست إذا عدّ المقالُ بكاهنٍ ... ولكنّ من تزجرْ بيمنكَ يرشد
إليك سلكت الخلق سمحاً وباخلاً ... وجبت المرامي فدْفدا بعد فدْفدِ
فوفيتني وعدَ الأماني وإنها ... سجيةُ إسماعيلَ في صدقِ موعد