وإن أردت عياناً أو محادثة ... فاهرع إلى سندي واسمع أسانيدي

يا من تحليت من ألفاظه وندى ... كفَّيه حلية فضل ذات تجديد

إن كان لفظك مثل القرط في أذني ... فإنَّ جدواك مثلُ العقد في جيدي

وقال أيضاً

الطويل

عذيريَ من ساجي اللواحظ أغيد ... يصول بأسياف الجفون ولا يد

غزالٌ يناجيني بلفظٍ معرّب ... ولكنه يسطو بلحظٍ مهند

وقدّ روت عن لينه واعتداله ... صحاح العوالي مسنداً بعد مسند

إذا قعدت أردافه قام عطفه ... فيا طول شجوي من مقيم ومقعد

كلفت به من قبل ما طال قدّه ... فطوّله فرطُ العناق المردَّد

وعاينت من فيه العقيقيّ خاتماً ... فصغت له باللثم فصّ زبرجد

وحدّثني من ثغره ورضابه ... عن الجوهريّ المنتقى والمبرَّد

وكنت حذرت الخود حين تمردت ... فأوقعني طرفي لأمرد أمرد

يُخيلُ لي أني له لست عاشقاً ... لأنْ ليس لي في حبه من منفد

ولولا الهوى ما بتّ بالدمع غارقاً ... عليه وأشكو للورى غلة الصدي

وألثم عطفيه وجفنيه بعد ما ... قُتلت برمح منهما ومهند

وأبصر فيما تحت صدغيه من سناً ... خيالي خلوقاً تحت محراب مسجد

وربَّ مدام من يديه شربتها ... معتعةً تدعو لعيش مجدَّد

إذا جئته تعشو إلى ضوء كاسه ... تجد خير نار عندها خيرُ موقد

تحدثك الأنفاس فيها عن اللما ... ويأتيك بالأخبار من لم تزَوَّد

فشم بارقاً قد خوَّلتك ولا تشم ... لخولة أطلال ببرقة ثهمد

من الّلآءِ خفّت في يمين مديرها ... فلو أهرقتها الكأسُ لم تتبدَّدِ

مصعَّدة من حيث تم كيانها ... تطافُ علينا في إناءٍ مجسَّد

فأحسنْ بها من كفِّ ساقٍ كأنه ... إذا حفَّها محتاب ثوب مورَّد

إذا قهقه الإبريقُ في فمهِ انثنى ... فقل في قضيبٍ ماس تحت مغرد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015