لقد خضعت إلى وجدي كما خضعت ... إلى المؤيدِ أعناقُ الصناديد

داعي المقاصد في علم وفي كرم ... إلى لقاءِ مليّ الفضلِ مقصود

تسري سفينُ الأماني نحو منزله ... فتستوي من أياديه على الجودي

ذاكَ الذي أسعدَتْ أعمارنا يده ... فما نفكرُ في حكمِ المواليد

ملكٌ إذا تليت أوصاف سؤددهِ ... ألقى السراة إليها بالمقاليد

ذو العلم قلدَ طلاب الهدى منناً ... حتى وصفناه عن علم وتقليد

والجود راش ذوي الجدوى وطوقهم ... فما يزالون في سجع وتغريد

والجيشُ قد ألفتْ باليسر رايته ... تألف الطرف في مغراه بالسيد

يبدو وقد سخر الله العبادَ له ... فالطير والوحش في الآفاق والبيد

حتى يقول موَاليه وحاسده ... هذا ابن أيوب أم هذا ابن داود

لا تنكر المدحة الحسنى وقد قرنت ... بشاهدٍ من معاليه ومشهود

أغنى العفاة فلولا ناهيات تقًى ... أستغفر الله سموه بمعبود

وَواصلَ الحرب حتى كل معركة ... كأنها بيتُ معنًى ذات ترديد

يهوى الرماح قدوداً ذات منعطف ... والمرهفات خدوداً ذات توريد

إذا انتشى من دم الأوداج صارمه ... رمى العدى بشديد السطو عربيد

وإن أفاض حديثاً أو نوال يدٍ ... وردْت من حالتيه غير مورود

جواهراً لا يحد الوصف غايتها ... فاعجب لجوهرِ شيءٍ غير محدود

وأنعماً دأبها إسداءُ بكر يدٍ ... لكنهنَّ أيادٍ ذاتُ توليد

لو أنَّ للبحر جدواه لفاض على ... وجه الثرى بنفيس الدرّ منضود

ولو أمرّ على صلد الصفا يدهُ ... لأنبت العشبَ منها كلّ جلمود

يا حبَّذا الملكُ الساري على شيم ... تروى وتنقل عن آبائه الصيد

أدنيت من نارِ فكري عودَ مبعثه ... عند الثناء ففاحت نفحة العود

نعم العمادُ لراجٍ مدّ رغبته ... فمد نحو لقاها طرف معمود

يممت في حال مرحوم منازله ... ثم انثنيت وحالي حال محسود

ورحت أنقل عن أيوب أنعمه ... نحو الصّلات فمن عطف وتوكيد

إن شئت تنظرُ في زهر الربى مطراً ... فانظرْ نوالَ يديهِ في أناشيدي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015