وباسطٍ يدهُ حكماً ومقدِرَةً ... ووارِد الموت أدنى من فمٍ ليدِ

كم غيَّرَ الدهرُ من دارٍ وساكنها ... لا عن عميدِ ثنى بطشاً ولا عمُدِ

زالَ الذي كانَ للعليا به سندٌ ... وزالتِ الدَّارُ بالعلياءِ فالسندِ

تباركَ الله كم تلقى مصائدَها ... هذي النجومُ على الدانين والبعدِ

تجري النجومُ بتقريب الحمام لنا ... وهنَّ من قربه منها على أمدِ

لا بدَّ أن يغمسَ المقدارُ مديتهُ ... في لبَّة الجدي منها أو حشى الأسدِ

عجبتُ من آملٍ طولَ البقاءِ وقدْ ... أخنى عليه الذي أخنى على لبدِ

يجرُّ خيط الدجى والفجر أنفسنا ... للتربِ ما لا يجرّ الحبل من مسدِ

هذي عجائب تثني النفس حائرةً ... وتقعد العقلَ من عيّ على ضمدِ

مالي أسرُّ بيومٍ نلتُ لذَّته ... وقد ذوى معه جزءٌ من الجسدِ

أصبحتُ لا أحتوي عيش الخمول ولا ... إلى المراتبِ أرمي طرفَ مجتهدِ

جسمي إلى جدثِي مهوايَ من كثب ... فكيف يعجبني مهوايَ من صعدِ

لا تخدعنَّ بشهدِ العيش ترشفه ... فأيُّ سمٍّ ثوى في ذلك الشهدِ

ولا تراعِ أخَا دُنيا يسر بها ... ولا تمارِ أخَا غيٍّ ولا لدَدِ

وإن وجدت غَشومَ القوم في بلدٍ ... حلاً فقلْ أنتَ في حلٍّ من البلد

لأنصحنك نصحاً إن مشيت به ... فيالهُ من سبيلٍ للعلى جددِ

إغضاب نفسك فيما أنت فاعله ... رِضى مليكك فأغضبها ولا تزِدِ

وقال في الملك المؤيد رحمه الله

البسيط

لامُ العذارِ أطالت فيك تسهيدي ... كأنَّها لغرامي لامُ توكيد

وخلفُ وعدك خلقٌ منك أعرفه ... فليت كان التجافي منك موعودي

يا من أفنّد في وجدي عليه وما ... أبقى الأسى فيّ ما يصغى لتفنيد

عاب العدى منك أصداغاً مجعدة ... عيب المقصر عن نيلِ العناقيدِ

وعقد بندٍ على خصر رجعت به ... ذا ناظر بنجومِ الليلِ معقود

كأنه تحت وجدان القبَا عدَمٌ ... وا حيرتي بين معدوم وموجود

ردَّ الجفاءُ سؤالي فيك أجمعهُ ... فما لسائلِ دمعي غير مردود

طور بواسطة نورين ميديا © 2015