وكم جربت منكَ الملوكُ ميامناً ... ونصحاً على فقد الميامن والنصح
وغصن يراع يستظل به الورى ... ويشهد قتل المارقين بلا جرح
وأنك يا يحيى لَتُحيي ذوي الرجا ... وتحمي من اللأوا وتنجي من الفدح
وأنك يا يحيى لفائض جعفر ... من الوفر تزداد امتلاء على النزح
فلا زال للراجي جنابك موثلا ... وضدك للِهمّ المقيم وللبرح
تسامى على المداح قدرك رتبة ... فإقصارهمْ عن مدحه غاية المدح
وكدت لعرفان المكارم لم ترم ... بحمد وما حمد السحاب على السفح
وقال في شهاب الدين بن فضل الله
الوافر
خلقت على مرادي واقتراحي ... فذكرك حضرتي في وقت راحي
ولى من طرة لك أو جبين ... شجون في المساء وفي الصباح
بروحي أنت ذو جفن كليل ... وعيني منه دامية الجراح
غزاني جفنه وشكا فتوراً ... فواحرباه من شاكي السلاح
وتيّاه سمحت له بدمع ... يرى أن السماح من الرباح
ومالي لا أسيل أجاج دمعي ... على عذب بمبسمه قراح
يحمِّر أوجه الكاسات هزؤاً ... ويضحك في الرياض على الأقاحي
أقمت به على نيران برح ... فما لي كابن قيس من براح
سقى صوب الحيا زمناً أقامت ... عليه صبابتي ومحاه ماح
وكاسات أشد يدي عليها ... مخافة أن تطير من الجماح
صفت فصفا الزمان وبشرتنا ... فحلق درع بشراها النواحي
وقد كال النديم بها نضاراً ... علمنا أنها داعي السماح
بكف مزركش الأصداغ تهوى ... لقبلتها وجوه للملاح
عشوت لكأسه لا للثريا ... ونسر الشهب خفاق الجناح
كأني قد سلبت الديك عيناً ... فثار من المنام إلى الصياح
كأني قد حملت على همومي ... بها رايات لهوٍ وانشراح