كأني إذ صحا بالمحل أفقي ... رأيت لقا الليالي غير ماح
إذا أبصرت جدّاً من زمان ... فخالطه بشيءٍ من مزاح
وليل ظلت فيه لفرط عزمي ... كأن الشهب من شرر اقتداحي
وموحشة المفاوز في رُباها ... طغت إبلي وسلن مع البطاح
أرشّح ذا الخمائل مشمعلاّ ... بها وأحيد عن ذات الوشاح
لعزٍّ أو لوَفر أجتنيه ... على وفق احتياجي واجتياحي
عليَّ بها السرى وعلى أيادي ... بني الفاروق إدراك النجاح
بني فضل الإله إذا أجيلت ... غداة المحل أيسار القِداح
نجوم العلم أنواء العطايا ... جياد السبق آساد الكفاح
لآلي السلك في نسب نظيم ... ودعنا من أنابيب الرّماح
لأحمدهم مناهي الحمد عنهم ... فيا كرم اختتام وافتتاح
أخو الإغضاء عن تقصير مثن ... وفي طلب العلاءِ أخو الطماح
وذو الجود الذي يروي عطاءً ... لطالب راحتيه عن رباح
وذو القلم الذي إن قال أغنى ... عن استسماع قعقعة السلاح
سويد القلب قلب العيش منه ... وإلا فهو قادمة الجناح
فطوراً فائض العذب المهنى ... وطوراً فائض السم الذُّباح
أبا العباس قد حفظت ثغورٌ ... برأيك فهي باسمة النواحي
تسوَّكُ بالقنا مما حبتها ... بزاتك أو تمضمض بالصفاح
وسامي الملك منك شهاب عزم ... كفى المرّاد قبل الإلتماح
وذا همم إذا ضلت سيوف ... تنادي الجيش حيّ على الفلاح
حللت بواديَيْ مصر وشامٍ ... محلّ النيل والسحب الدّلاح
يمين مكارم أو صدر سرّ ... مليّ بالمصون وبالمباح
وأغرقت ابن بحر في بيان ... أطاف به على لجج فساح
بيان جوهريّ الوصف تروى ... عوالي الحرب منه عن الصحاح
وأنَّ النرجس الحاكيك لفظاً ... لينبي عن عيون رُباً وِقاح
وأن لراحتيك على الغوادي ... فخاراً ما عليه من جناح